تستمر أسعار المواد الغذائية في الارتفاع في السويد، ما يدفع المستهلكين إلى التعبير عن غضبهم من خلال مقاطعة كبرى سلاسل المتاجر هذا الأسبوع. في الوقت الذي تسود فيه اتهامات بأن المتاجر الكبرى تستغل الأوضاع لتحقيق أرباح، يرى خبراء الاقتصاد أن العوامل المؤثرة أكثر تعقيدًا بكثير. ارتفاع الأسعار واحتجاجات المستهلكين منذ بداية العام، ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 3.9% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مما أدى إلى موجة استياء واسعة بين المواطنين، تُرجمت إلى دعوات لمقاطعة المتاجر الكبرى مثل Ica وCoop وAxfood. ورغم هذه التحركات، يرى الخبراء أن المشكلة تتجاوز مجرد هوامش الربح لدى تجار التجزئة. "ارتفاع الأسعار ليس مسألة جشع تجاري فقط، بل هناك عوامل معقدة تؤثر على السوق" يقول كريستيان يورجنسن، المحلل الاقتصادي في مركز Agrifood Economics بجامعة لوند. اقرأ أيضاً: حملة مقاطعة كبرى المتاجر في السويد تتصاعد.. والمتاجر تدافع عن نفسها! عوامل متعددة وراء الزيادة بحسب يورجنسن، فإن هناك عدة أسباب رئيسية وراء ارتفاع الأسعار، أبرزها: ارتفاع أسعار المواد الخام: الاضطرابات في السوق العالمية دفعت بأسعار القهوة والكاكاو إلى مستويات قياسية بسبب سوء المحاصيل. كما أن أسعار مسحوق الحليب زادت عالميًا، مما أدى إلى ارتفاع تكلفة الألبان والزبدة والجبن في السويد. تكاليف الإنتاج والتوزيع: زيادة تكاليف الطاقة، والوقود، والمواد الأولية مثل التغليف، أثّرت بشكل مباشر على أسعار المنتجات الغذائية. التغيرات الجيوسياسية: التوترات السياسية العالمية، والاضطرابات التجارية، بما في ذلك الرسوم الجمركية الأمريكية المحتملة، أدت إلى اضطرابات في سلاسل التوريد وارتفاع تكاليف الاستيراد. ضعف قيمة الكرونة السويدية: أدت قيمة العملة المنخفضة إلى زيادة تكلفة الواردات، مما رفع الأسعار في السوق المحلية. احتكار السوق وضعف المنافسة: سوق المواد الغذائية في السويد يسيطر عليها عدد قليل من اللاعبين الكبار، مثل Ica وAxfood وCoop، مما يقلل من المنافسة وقد يساهم في تثبيت الأسعار عند مستويات مرتفعة. الطقس المتطرف: الجفاف والفيضانات في مناطق الإنتاج الرئيسية حول العالم أثرت على المحاصيل الزراعية، ما أدى إلى انخفاض العرض وارتفاع الأسعار. هل تؤثر المقاطعة؟ يرى المحللون أن حملة المقاطعة قد لا تحقق التأثير المطلوب. "الشبكات الكبرى تهيمن على السوق، والبدائل المتاحة محدودة للغاية"، يوضح يورجنسن. ويضيف دانييل إميلسون، المتحدث باسم اتحاد الصناعات الغذائية، أن الأسعار لن تنخفض في المستقبل القريب، قائلاً: "الوضع الاقتصادي العالمي يتجه للأسوأ، ولا توجد مؤشرات على انخفاض الأسعار قريبًا".