رفعت ماريا لورنتزون دعوى قضائية ضد بلدية ستوكهولم بعد وفاة ابنها فليب، الذي أنهى حياته وهو في السابعة عشرة من عمره. تسعى ماريا لتحقيق العدالة لابنها الذي عانى لسنوات من اضطرابات نفسية واجتماعية دون أن يحصل على الدعم اللازم. معاناة نفسية طويلة الأمد كان فليب يعاني من مشكلات نفسية حادة منذ صغره، حيث تم تشخيصه بعدة اضطرابات نفسية عصبية، إلى جانب اضطراب الهوية الجنسية، القلق والاكتئاب الحاد. تقول ماريا: «هذا أدى إلى سلوك مدمر اجتماعياً شمل الانخراط في الجريمة والإدمان للأسف». ورغم محاولاته السابقة للانتحار، لم يستطع فليب مواصلة حياته، فأقدم على الانتحار عندما بلغ من العمر 17 عاماً وستة أشهر. تدهور مستمر وصدمات متلاحقة بدأت معاناة فليب النفسية منذ كان في الثانية أو الثالثة من عمره، عندما بدأت عائلته التواصل مع خدمات الطب النفسي للأطفال والشباب (BUP). إلا أن حالته تفاقمت خلال سنوات المراهقة نتيجة تعاطي المخدرات وضغط الدراسة المتزايد. تصف ماريا السنة الأخيرة من حياته بأنها كانت الأصعب: «تخللتها جرائم وسلوك عدائي بالإضافة إلى تعاطي كميات كبيرة من المخدرات والكحول». تعيش ماريا صدمة العثور على ابنها بعد انتحاره، وتصف هذا اليوم بأنه محفور في ذاكرتها رغم ضبابية تفاصيله. وتقول: «كانت صدمة كبيرة بالنسبة لي». تلقى فليب مساعدة محدودة من خدمات الطب النفسي، تضمنت العلاج بالأدوية التي توقفت في النهاية بسبب مشكلات الإدمان. وتشير ماريا إلى أن جلسات العلاج التي تلقاها عبر برنامج "ميني ماريا"، المخصص لدعم الشباب وأسرهم في قضايا الإدمان، لم تؤتِ ثمارها. وتقول: «كانت نتائج التحاليل إما إيجابية أو مرفوضة بسبب امتناعه عن تقديم العينات أو تخفيفها بحيث تصبح غير صالحة». غياب التنسيق بين الجهات المسؤولة تضيف ماريا أن الأسرة حصلت على بعض الدعم من الخدمات الاجتماعية، بما في ذلك تعيين معالج شبابي، لكنها ترى أن هذه الجهود كانت متأخرة وقصيرة الأمد. وتقول: «لم يتم تقييم النتائج بشكل كافٍ مقارنة بالاحتياجات الفعلية». تأمل ماريا أن تحقق الدعوى التي رفعتها ضد بلدية ستوكهولم العدالة لفليب، مؤكدة: «لا يمكنني استعادة ابني، لكن أتمنى أن يحصل على نوع من الإنصاف. لا ينبغي لأحد أن يعاني كما عانى هو». وتنتقد ماريا غياب الإجراءات الحازمة لإنقاذ ابنها، مشيرة إلى أن تغيير البيئة عبر الاحتجاز الطارئ كان من الممكن أن يساعده. تأمل ماريا أن تكون قضيتها نقطة تحول لغيرها من الأسر التي تعاني من ظروف مشابهة، قائلة: «أرجو أن يصبح هذا القضية سابقة قانونية يستفيد منها الآخرون». رسالة للأشخاص الذين يعانون من أفكار انتحارية إذا كنت تعاني من أفكار انتحارية، فلا تحتفظ بها لنفسك. تحدث إلى شخص تثق به، سواء كان فرداً من عائلتك، أو متخصصاً في الرعاية الصحية، أو عبر التواصل مع إحدى خطوط المساعدة. من بين الجهات التي يمكن التواصل معها: منظمة "بريس" (حقوق الطفل في المجتمع) عبر الهاتف 116111 الدعم النفسي الطارئ عبر الهاتف 087021680 القس المناوب عبر رقم الطوارئ 112 خط الحياة (Mind) عبر الموقع الإلكتروني أو الهاتف 90101