وجّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انتقادات حادة وساخرة لنظيره الأمريكي السابق دونالد ترامب، بشأن مساعيه للسيطرة على جزيرة غرينلاند، مؤكدًا أن الجزيرة «ليست للبيع، تمامًا كما أن القارة القطبية الجنوبية أو أعالي البحار ليست معروضة للبيع». وفي كلمة افتتاحية ألقاها خلال مؤتمر الأمم المتحدة لحماية المحيطات، والذي استضافته مدينة نيس الفرنسية، قال ماكرون: قاع البحر ليس للبيع، وغرينلاند ليست للبيع، ولا القارة القطبية الجنوبية، ولا أعالي البحار.وجاءت تصريحاته في سياق هجومي غير مباشر على توجهات ترامب التوسعية، والتي يرى ماكرون أنها «لا تقف عند حد معين». وأضاف الرئيس الفرنسي: لا ينبغي أن نتنازل عن تراخيص الصيد للدول النامية، ولا أن نضحي بالبيانات العلمية أو سلامة المجتمعات الساحلية. نحن نتحدث عن ملكية مشتركة ومشروع يخص الإنسانية جمعاء. فلنمضِ قدمًا. زيارة مرتقبة لغرينلاند ومن المقرر أن يزور ماكرون إقليم غرينلاند الدنماركي يوم الأحد 15 حزيران/يونيو، حيث سيجري محادثات مع رئيس وزراء غرينلاند ينس-فريدريك نيلسن، ورئيسة وزراء الدنمارك ميت فريدريكسن، تتناول أمن شمال الأطلسي، والقطب الشمالي، وتغيّر المناخ، والطاقة، والمعادن الاستراتيجية، بحسب بيان صادر عن قصر الإليزيه. وتأتي هذه الزيارة في وقت لا تزال فيه تصريحات ترامب السابقة بشأن شراء غرينلاند تُثير ردود فعل واسعة. وكان ترامب، الذي انسحب من اتفاق باريس للمناخ، قد عبّر علنًا عن رغبته في السيطرة على الجزيرة ذات الموقع الاستراتيجي والثروات المعدنية الغنية. رفض دنماركي وغضب شعبي وفي وقت سابق من هذا العام، عرض وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو إرسال قوات فرنسية للمساهمة في حماية غرينلاند، إلا أن كوبنهاغن رفضت العرض. وقد أثارت طموحات ترامب المتعلقة بالجزيرة موجة غضب في الأوساط السياسية بالدنمارك وأوروبا وحتى بين سكان غرينلاند أنفسهم، حيث أظهر استطلاع حديث أن 85% من سكان الجزيرة لا يرغبون بالانضمام إلى الولايات المتحدة، فيما يعبّر البعض عن تطلعات نحو الاستقلال الكامل عن الدنمارك مستقبلاً.