إذا كنت تستمتع بتصفح تطبيقي "إنستغرام" و"تيك توك" مؤخرًا، فقد لاحظت الرواج الكبير لأغنية "ماكيبا"، التي تحظى بشعبية هائلة على المنصتين، خاصةً من خلال التحديات الراقصة التي تضم ملايين المشاهدات.ووفقًا لمعلومات تيك توك، فإن أكثر من مليون مقطع فيديو تم نشره مستخدمًا الأغنية كصوت خلفي. وهذا الحماس حول الأغنية ليس فقط بسبب الإيقاع الملفت، ولكن أيضًا بسبب القصة التي تحكيها.والأغنية التي ظهرت لأول مرة في عام 2015، من أداء الفنانة الفرنسية جين، تحتفي بميريام ماكيبا، المغنية الجنوب إفريقية المعروفة باسم "ماما أفريقيا Mama Africa"، والتي كانت رمزًا في النضال ضد الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.كتبت جين في الأغنية: "أريد أن أراك تغني، أريد أن أراك تقاتل لأنك الجمال الحقيقي لحقوق الإنسان.. لا أحد يستطيع التغلب على ماما إفريقيا". وتأتي هذه الكلمات تكريمًا لميريام التي كانت لها مسيرة نضالية طويلة ضد الفصل العنصري، والتي عانت من 30 عامًا من المنفى بسبب مواقفها المعارضة للنظام القمعي في جنوب إفريقيا. بعد دخولها مرحلة المنفى، استغلت ماكيبا منصتها الفنية لتسليط الضوء على قضايا الفصل العنصري المتصاعدة في وطنها. فازت موسيقاها التي تناولت موضوعات سياسية بجائزة غرامي، وكانت شهادة على النجاح والتأثير الذي حققته. ومع انهيار نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، عادت ماكيبا إلى أرض وطنها في 1990، حيث قامت بزيارة قصيرة استمرت لمدة ستة أيام. وفي عام 1992، شهدت مدينة جوهانسبرغ عودتها الموسيقية الكبيرة. Foto SILVIA VOGTرغم الإنجازات العديدة التي حققتها، انتهت رحلتها الفنية بشكل مأساوي في 2008 عندما أُصيبت بأزمة قلبية أثناء غنائها لأحد أبرز أغانيها "باتا باتا". ومع ذلك، لا تزال إرث ماكيبا حيًا، حيث عملت على تعزيز فهم وتقدير الثقافة الإفريقية الأصيلة، مستعرضة في أغانيها التراث القبلي الغني لجنوب إفريقيا.في مقابلة مع ملك السويدفي هذا الوقت، تستمر أغنية "ماكيبا" في تذكير الجمهور الجديد بتاريخ النضال والتضحية من أجل العدالة وحقوق الإنسان، وتعيد إحياء ذكرى وإرث ميريام ماكيبا، أحد أبرز نشطاء حقوق الإنسان في التاريخ.