في الوقت الذي تتراجع فيه العديد من المدن عن الاستثمارات الكبرى، تختار مالمو المضي قدماً بجرأة. شهدت المدينة صباح اليوم الكشف عن حقبة جديدة لمستقبلها الاقتصادي، حيث أعلنت البلدية بالتعاون مع كبرى مؤسسات الابتكار عن تجميع قواها في مركز موحد يهدف إلى خلق المزيد من الشركات الناشئة، تعزيز النمو، وترسيخ ثقافة التعاون الحقيقي. أعلنت مدينة مالمو عن تأسيس مركز ابتكار قوي في المبنى التاريخي المعروف بـ "Gängtappen" (أو Isbergs gata 2). هذه الخطوة ستجمع ثلاثة من أهم الأنظمة البيئية (Ecosystems) في المدينة تحت سقف واحد: حاضنة الأعمال Minc، ومؤسسة Media Evolution، ومنظمة Game Habitat. الهدف واضح: دمج العقول المبدعة في مكان واحد لتسريع وتيرة الابتكار. استثمارات مالية ضخمة لدعم المستقبل لتحويل هذه الرؤية إلى واقع، تضخ مدينة مالمو تمويلاً إضافياً كبيراً في هذا النظام البيئي الجديد لتعزيز قطاع الأعمال والشركات الناشئة، وشملت الأرقام المعلنة ما يلي: 12 مليون كرون مخصصة لتطوير الأعمال ودعم القطاع الخاص بشكل عام. 5 ملايين كرون لتأمين المقر الجديد لـ Minc ودعم تكاليف الإيجار على المدى الطويل. 4 ملايين كرون لإنشاء مسرعة أعمال مخصصة لقطاع الألعاب والتكنولوجيا (Game & Tech accelerator). 2 مليون كرون لدعم تدويل الشركات (Internationalization) ومساعدتها في الوصول للأسواق العالمية. 10 ملايين كرون لمبادرات وظيفية وتعليمية ترتبط مباشرة باحتياجات الصناعة وسوق العمل. "نستثمر بقوة ونفعل ذلك معاً" خلال المؤتمر الصحفي، أكد ميكائيل أندرسون، مدير قطاع الأعمال في مدينة مالمو، على أهمية هذه الخطوة قائلاً: "نحن نستثمر بقوة ونقوم بذلك معاً. نحن نخلق الظروف لزيادة التعاون حيث تحافظ كل جهة على نقاط قوتها الفريدة". من جانبه، وصف جوناس ميشانيك، رئيس مجلس إدارة Minc، هذا الحدث بأنه "أكبر استثمار يتم ضخه في تاريخ Minc"، مؤكداً أن الانتقال ليس مجرد تغيير في الموقع، بل هو جزء من استثمار أكبر يبعث الأمل في المستقبل. الانتقال بحلول شتاء 2026 الخطط الموضوعة تشير إلى أن عملية الانتقال الكبرى ستتم بحلول نهاية عام 2026 ومطلع عام 2027. سيتمكن الشركاء من الوصول إلى المبنى الجديد اعتباراً من 1 ديسمبر 2026، وسيتبع ذلك شهر مخصص للانتقال لضمان تحول سلس للشركات ورواد الأعمال إلى مقرهم الجديد في شارع Isbergs gata 2. يمثل هذا المشروع، الذي يقع تحت مظلة منطقة الابتكار الجديدة "Malmö Generate District"، رسالة قوية بأن مشهد الشركات الناشئة في مالمو يحظى الآن بالاهتمام والموارد التي يستحقها.