يختلف متحف "يوزيوم" عن باقي المتاحف التقليدية، حيث يمكن لزائريه التقاط صور السيلفي داخل غرف مميزة بديكوراتها وألوانها.لن تجد داخل المتحف أعمالاً أو تحف فنية، بل غرف مصممة بديكورات مناسبة لتكون خلفية لصور السيلفي ومقاطع الفيديو، حيث تحتوي بعض الغرف على رغوة ملونة يمكن للزائرين الغوص فيها وعلى أضواء نيون وأراجيح زهرية من أجل التقاط الصور والفيديوهات ومشاركتها على مواقع التواصل.إن فكرة متحف "يوزيوم" ليست جديدة، فهي انطلقت من هولندا، حيث يوجد متحفان هناك، أما بالنسبة للتكلفة فهي قريبة من تكلفة دخول مدينة ملاهي وتبلغ نحو 32 دولاراً ما يعادل 300 كرون سويدي.وفي لقاء مع وكالة الصحافة الفرنسية، قالت مديرة المتحف صوفيا ماكينيامي، وهي تقف بالقرب من غرفة الإيموجي ذات الألوان الصفراء والزرقاء والوجوه مختلفة التعابير: "يمكن للزائر التقاط صور مميزة وصناعة محتوى فريد لصفحته على "إنستاغرام"، إنه مكان مثالي لمستخدمي تيك توك".وفي أثناء زيارتها للمتحف مع أصدقائها، تقول الشابة زينب الماني ذات الـ18 عاماً: "الإنارة وأغاني تيك توك والوجبات الخفيفة، يقدم هذا المكان كل ما نحب"، أعجبتها بشدة أجواء "حقبة 2020" داخل المتحف.ومن وجهة نظر ماكينيامي، فإن المتحف الموجود في المركز التجاري، يتيح للزوار أن يكونوا فنانين بأنفسهم، على الرغم من أن مؤثري مواقع التواصل قد لا يعتبرون صورهم عملاً فنياً، وتقول: "إنه متحف تفاعلي حيث يمكنك خلق الفن الذي تود رؤيته".مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي في كل مكان، تزايدت المخاوف حول مخاطرها، بالأخص تأثيرها على الصحة العقلية لليافعين، ولا سيما الفتيات، وتقول ماكينيامي: "إنها جزء كبير من مجتمعنا اليوم، فلماذا لا نحاول جعلها أكثر إبداعاً".ولم تبدي مجموعة الشابات اللواتي تواجدن في المتحف اهتماماً بالجانب المظلم لمواقع التواصل الاجتماعي. تقول شيماء الوحشي ذات الـ18 ربيعاً "أعتقد أن هذا المكان لطيفاً للأشخاص الذين يحبون التقاط الصور مثل أصدقائي، إنه لطيف جداً".بالرغم من سخرية الأجيال الأكبر سناً من فكرة وجود متحف مخصص لالتقاط الصور، إلّا أن البروفيسور بيل بورغوينكل البالغ من العمر 70 عاماً والذي كان يزور المتحف مع ابنة أخته المراهقة، قال إنه يجب احتضان الفكرة: "أعتقد أن الوقت فات للقلق"، مضيفاً أن هذا المتحف غير التقليدي "يحقق هدفه".