أظهرت استعراضات مجلة الطب السويدية "Läkartidningen" للرخص الطبية المسحوبة خلال عام 2021 أن الأطباء الذين تلقوا تدريباً في جامعات أجنبية، وتم سحب تراخيصهم، كانوا أقل كفاءة مقارنة بزملائهم. فوفقاً لمجلس مسؤولية الرعاية الصحية، HSAN، تبين أنه في السنة نفسها التي تم سحب تراخيص 41 طبيباً فيها، كان 11 طبيباً منهم غير كفء بشكل كبير، وكان من بينهم 7 تلقوا تدريبهم في الخارج.يُذكر أن صحيفة "Aftonbladet" قامت بتحليل حالات الاحتيال في كليات الطب في شرق أوروبا، ركزت فيها على سبعة رجال وامرأة تلقوا تدريبهم في أرمينيا ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا وهنغاريا، وصفوا بأنهم غير كفء وتم سحب تراخيصهم الطبية السويدية بين عامي 2018 و2023.بالإضافة إلى ذلك، لاحظت التحقيقات أنه قرارات مجلس مسؤولية الرعاية الصحية نادراً ما تحتوي على تفاصيل حول التعليم الذي تلقوه أثناء سنوات دراستهم، فيما يتعلق بسحب تراخيص الأطباء. ومن أمثلة هذه الحالات، تم تسجيل حالة رجل عمره 31 عاماً كان يحمل رخصة طبية سويدية بين عامي 2019 و2022، حيث أظهرت وثائق أنه لم يكمل ساعة واحدة من التدريب العملي خلال دراسته الطبية في جامعة szeged في هنغاريا. وبالرغم من ذلك، نجح في الحصول على رخصة طبية هنغارية سمحت له بمتابعة الحصول على رخصة طبية سويدية فيما بعد. وفي هذا السياق، اعتبرت هيئة الرقابة الصحية والرعاية السويدية، Ivo، أن التعليم الهنغاري الذي تلقاه هذا الطبيب كان نظرياً في الأساس ولم يتضمن تدريباً عملياً كافياً. تجدر الإشارة إلى أن العيادة الطبية التي عمل بها هذا الطبيب اكتشفت في نهاية المطاف أن لديه معرفة طبية محدودة، ما دفعهم لتوفير مشرف له وإخضاعه لتدريب داخلي، غير أن ذلك لم يكن كافياً، حيث قام طبيب خارجي بتقييم كفاءة الطبيب ذي الـ 31 عاماً، واستنتج أن معرفته الطبية لا تتوافق مع معرفة طالب طب سويدي في نهاية دراسته الجامعية. وأضاف أن هذا النقص في المعرفة يجعل من الصعب عليه تقدير حالات المرضى ومعالجتهم بشكل مستقل.ومن بين الأطباء السابقين الذين أجرت صحيفة "Aftonbladet" تحقيقها حولهم، كان هناك بعض الأطباء الذين من لم يظهروا تحسناً في سلوكهم. وكان أحد هؤلاء الأطباء رجل يبلغ من العمر 65 عاماً تم تدريبه في جامعة Semmelweis في هنغاريا وحصل على رخصة طبية سويدية بين عامي 2012 و2023. وبالرغم من الانتقادات التي واجهها بسبب أخطائه الطبية، اعتبر نفسه غير مذنب ووصف الانتقادات بأنها "غير مستحقة". ومع ذلك، أفادت التحقيقات بأنه أغفل أعراضاً في حالتين أدتا في النهاية إلى إصابة رجلين بسكتة قلبية، لكن تم إخضاعهما للعلاج في الوقت المناسب.من ناحية أخرى، تلقى رجل يبلغ من العمر 80 عاماً علاجاً على يد طبيب آخر تم تدريبه في جامعة Kaunas الطبية في ليتوانيا بعد أن تقدم بشكوى آلام مستمرة في الصدر، حيث قام الطبيب بوصف جل مخفف للألم له، ونصحه بالخضوع للعلاج الطبيعي. وفي اليوم التالي، توفي المريض نتيجة سكتة قلبية. وحسبما ذكر مجلس مسؤولية الرعاية الصحية، كانت معالجة الطبيب كارثية وكانت مجرد واحدة من سلسلة أخطاء أخرى.ويُذكر أن الطبيب نفسه أُدين بتهمة القيادة تحت تأثير الكحول وبدون ترخيص قانوني في عام 2015، وقام بأداء عقوبته بارتداء جهاز تعقب على كاحله أثناء العمل في العيادة الطبية دون أن يبلغ رئيس الأطباء بذلك. كما تمت إدانته بتهم الانتهاكات الطفيفة للقوانين المتعلقة بالمخدرات ثلاث مرات. هذا وتعرضت امرأة تبلغ من العمر 80 عاماً للخطر بعدما قام طبيب آخر، تلقى تدريبه في رومانيا، بوصف جرعة عالية من عقار بلاستر فينتانيل لها، بلغت 100 ميكروغرام في الساعة، بينما الحد الأقصى للمرضى الذين لم يستخدموا هذا العقار من قبل هو 12 ميكروغرام في الساعة فقط. وتم على إثرها سحب ترخيص هذا الطبيب في عام 2023.وأظهرت التحقيقات أيضاً أن هناك حالتين أخريين من الأطباء الذين تم تدريبهما في رومانيا وتم سحب تراخيصهما الطبية في السنوات الأخيرة، تم فصل أحدهما من خمس عيادات طبية أولية بعد وصفه دواء حساسية لامرأة تعاني من قصور كلوي حاد. في حين أبلغت الشرطة عن الآخر لمفتشية الرعاية الصحية والاجتماعية بعد أن قام بوصف العديد من الأدوية المخدرة. وقام طبيب آخر يبلغ من العمر 64 عاماً، تم تدريبه في أرمينيا، وحصل على رخصة طبية سويدية بين عامي 2010 و2021، بإجراء حقنة كورتيزون لامرأة تبلغ من العمر 72 عاماً دون سبب واضح، ما أدى إلى انفتاح رئتيها. وتعريض حياتها للخطر. من الجدير بالذكر أنه أنه لا يمكن استخلاص أن جميع الجامعات التي تخرج منها هؤلاء الأطباء الثمانية قدمت تعليماً غير كافٍ، ولكن من الواضح أن التعليم باللغة الإنجليزية لم يشكل ضماناً للنجاح في بعض الحالات.