في مبادرة هي الأولى من نوعها في السويد، يستخدم مجموعة من المراهقين في مدينة نورتشوبينغ تقنية الذكاء الاصطناعي لمكافحة النفايات في أحيائهم. وخلال تسعة أسابيع صيفية، سيقوم هؤلاء الشباب بالتجوّل على دراجات مزوّدة بكاميرات ووحدات ذكاء اصطناعي في منطقتي نافستا وهاغبي، بهدف إنشاء بيئة أنظف وأكثر أماناً وراحة للسكان. المشروع، الذي ينطلق في 23 يونيو، هو ثمرة تعاون بين منظمة "Håll Sverige Rent" (دع السويد نظيفة) ومؤسسة "Östergötlands Stadsmission"، ويُعد الأول من نوعه في البلاد. ويقوم على فكرة بسيطة ومبتكرة: استخدام صور النفايات التي تحللها تقنيات AI لتحديد المناطق الأكثر تضرراً واتخاذ الإجراءات المناسبة فيها. لكن الهدف يتجاوز مجرد إزالة القمامة. يقول مارتن كالميريد من مؤسسة ستادسميشون: "هذا المشروع يمنح الشباب فرصة لصنع فرق حقيقي والشعور بالفخر تجاه أحيائهم. من خلال الانخراط محلياً، لا ننظف الشوارع فقط، بل نبني أيضاً روحاً مجتمعية أقوى". وتُعد النفايات مشكلة كبيرة في العديد من المدن السويدية، إذ لا تؤثر فقط على البيئة، بل أيضاً على الإحساس بالأمان والراحة. غالباً ما يُنظر إلى القمامة المهملة كإشارة إلى أن "لا أحد يهتم"، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة ويدفع نحو أنواع أخرى من التخريب. كما تنفق السلطات مئات ملايين الكرونات سنوياً على أعمال التنظيف. ويأمل القائمون على المشروع أن يُحدث هذا الجهد الشبابي تحولاً حقيقياً في كسر هذه الحلقة السلبية. فمن خلال الكاميرات المثبتة على الدراجات، تُرصد النفايات المختلفة مثل أعقاب السجائر وعبوات البلاستيك وأنابيب الغاز المضحك. وتقوم تقنيات الذكاء الاصطناعي بتحليل الصور لتحديد أماكن التلوث وعدد وأنواع المخلفات. وقال ميكائيل دراكنر، رئيس قسم تطوير المعرفة في "Håll Sverige Rent": "استخدام الذكاء الاصطناعي لتتبع النفايات هو حل مبتكر يمنحنا إمكانيات لم تكن متوفرة من قبل. عندما نفهم حجم وانتشار المشكلة بدقة، يمكننا التدخل بفعالية أكبر. هذا المشروع يمثل خطوة مهمة نحو بيئات أنظف وأكثر أماناً". آلية عمل النظام: تُجهّز كل دراجة بكاميرا ووحدة ذكاء اصطناعي. يقوم الشباب بجولات ثلاث مرات أسبوعياً على مسارات محددة مسبقاً. تسجّل الكاميرات النفايات المرئية، وتقوم أنظمة الذكاء الاصطناعي بتحليل الصور وتحديد مستوى التلوث في كل منطقة. تُستخدم البيانات لتحديد نقاط المشكلة واقتراح حلول عملية. المشروع هو جزء من مبادرة "Trygga Orten" ويهدف إلى تحسين البيئة، تقليل التهميش، وتعزيز التطور الإيجابي في المناطق السكنية المتضررة. يتم تمويله من قِبل "Svenska Postkodlotteriet" وشركة "SC Johnson". للمهتمين بمتابعة عمل الشباب خلال الصيف، يمكن التواصل مع إيما شوجرين من "Håll Sverige Rent" أو مارتن كالميريد من مؤسسة "Östergötlands Stadsmission".