مرح إسماعيل، سورية الأصل جاءت إلى السويد في نهاية 2015، وبوصفها مهاجرة في السويد يصبح أفق الطموح لديها أكثر اتساعاً وتزيد فرصها في الحصول عليه. لديها اليوم عمل حقق في 2021 إيرادات بقيمة ثلاثة ملايين كرون، وفي 2022 يتوقّع أن يتخطى الثمانية ملايين كرون، ما جعلها تفوز بجائزة كأفضل رائدة أعمال شابة. لنتعرّف على مرح ووصفتها السرية للنجاح.كانت مرح بسنّ 19 عام عندما وصلت إلى السويد. وبعد أن حصلت على الإقامة وأنهت دراسة اللغة، عملت في عدّة أعمال. لكنّها وبعد مضي بعض الوقت اكتشفت أنّها تريد أن تبدأ بعملها الخاص لا أن تبقى موظفة فقط، فبدأت مسيرة البحث عن عمل تبدأه من مكان سكنها في أوركيليونيا Örkelljunga في سكونه. مهدت في البدء بدراسة اقتصاد الأعمال företag ekonomi، لتصل في النهاية إلى امتلاك شركة DIN Bildemontering لإعادة تدوير السيارات وخردتها.بنت مرح شركة إعادة تدوير سيارات ناجحةصعوبات كثيرة وصعوبة كبيرةواجهت مرح الكثير من الصعوبات أثناء بناء عملها، لم يكن أقلّها إيجاد مكان مناسب، ومطابقة المنشأة لمعايير السلامة والصحة، وذروة وباء كورونا...الخ.لكن لدى كلّ رائد أعمال صعوبة كبيرة تؤرقه في عمله، ولهذا سألتها عن هذه الصعوبة بالذات فأجابت: «القوانين والقواعد وصعوبة الحصول عليها ومعرفتها... وجدت نفسي أسعى وراء الكومون والجهات المتعددة غير قادرة على الحصول على القوانين اللازمة التي عليّ اتباعها».لم تنتهِ مشكلة مرح، فهي مضطرّة بشكل مستمر لمواجهة نقص المصادر التي تعرض وتحدّث هذه القوانين: «أتمنى أن يجدوا مكاناً واحداً يجمعون فيها القوانين، فعليّ اليوم كلّ فترة أن أواجه الصعوبات نفسها كي أبقى مطلعة على التحديثات في القوانين والقواعد التي تحكم عملي... حاولنا الانضمام إلى إحدى منظمات الأعمال التي قد تسهّل الأمر، فاكتشفنا بأنّ المنظمات الموجودة إمّا غير كفؤة أو هناك تعقيد كبير في الانضمام إليها والاستفادة منها».العمل أسهل على امرأة مهاجرة؟يتعجب السويديون لرؤيتي أرتدي بدلة العملسألتُ مرح عمّا إن كان نجاحها يعود بجزء منه لكونها امرأة مهاجرة في السويد، فهناك كثيرون من المهاجرين ممّن يقولون بأنّهم يتعرضون للتمييز بسبب كونهم ذكور، لأنّ السويديين مقتنعون بأنّ المهاجرات ضعيفات ومهمشات...الخ.كان جوابها منطقياً ومليئاً بالصدق عندما قالت: «في الحقيقة لم أحصل على أفضلية أو تمييز كبيرين بسبب كوني امرأة مهاجرة، فقد كان جميع من معي في برنامج رواد الأعمال يحصلون على المزايا نفسها. لكن إن أردتُ أن أكون منصفة، فقد حصلت على تشجيع وحماسة إضافيين لأنني امرأة، بغض النظر عن كوني مهاجرة. فالواقع في السويد أنّ أصحاب الأعمال عموماً من الذكور، والسياسة السويدية تدفع نحو المساواة وتسهيلها وتمكين المرأة. من هنا قد أكون حصلت على تشجيع إضافي لكوني امرأة، بغض النظر عن كوني مهاجرة أو لا».تضيف: «يتفاجأ الكثير من السويديين بأنني أرتدي بدلة العمل وأساهم في فكّ السيارات والإشراف على التحميل وغيره. أكسبني هذا احترامهم بشكل خاص».مهاجرة تحصل على جائزةتحب مرح عملها لأنّه يحافظ على البيئةحصلت مرح على جائزة رائدة الأعمال الشابة التي يقدمها مركز إرشاد واستشارات ريادة الأعمال nyforetagarcentrum، حيث اختارها من بين مرشحين عن 230 كومون.تتحدث عن هذه التجربة قائلة: «كانت مفاجأة جميلة لي، فلم يخبروني بأنني مرشحة للجائزة. أسعدتني الجائزة فهي دلالة على أنّك عندما تعمل وتجتهد، ستجد التقدير والنجاح».خلاصة تجربة مهاجرة ناجحةيمكنني أن أجمل خلاصة تجربة مرح كما روتها لي في عدد من النقاط هي:الاختلاط بالسويديين من طبقة الأعمال أمر شديد الأهمية، سواء لتعلّم كيفية إجراء الأعمال، أو لبناء علاقات نافعة للطرفين.إيجاد عمل في السويد أمر صعب، خاصة بالنسبة للأعمار الشابة الذين لا يملكون خبرة، ولهذا أن تفتح عملك الخاص الصغير كبداية هو ملاذ للمهاجرين عموماً وللشباب خصوصاً.لا أحد يعطيك الفكرة والتجربة بدون مقابل، عليك أن تدرك ذلك. مثال: عملت في شركة عائلية وكنت أؤدي لهم خدمات ترجمة وشرح مع المهاجرين دون مقابل، فقاموا بدورهم بدعمي وإرشادي عندما افتتحت عملي.منحتني السويد الفرصة لأؤسس حياتي وأبني نفسي وأستغل قدراتي، ولهذا أحبها وأريد البقاء فيها والمساهمة في تطويرها.لا تركزوا على الأشياء السلبية وابحثوا عن الإيجابيات. نحن المهاجرون في السويد قادرون على تحقيق الكثير، ويمكننا ان نبدأ بأشياء صغيرة لنراقبها تكبر أمامنا.