وفقاً لتقرير أعدّته منظمة خيرية دولية أن ثمّة علاقة ما بين أموال المساعدات التي يقدّمها الاتحاد الأوروبي لقطاع للتنمية في إفريقيا، وبين ارتفاع معدلات الهجرة غير القانونية عبر البحر المتوسط. وأكد التقرير أن جزءاً من الأموال الأوروبية المقدمة لإفريقيا باتت بحوزة مهربي البشر وقادة الميليشيات المتقاتلة في ليبيا، محذرة من أن تلك الأموال باتت تؤذي الناس بدلاً من أن تخفف من معاناة الجوع والعوز التي يعيشونها. وأوضح تقرير منظمة أوكسفام الدولية، صدر اليوم الخميس، أن مبلغ 3.9 مليار يورو تم إنفاقها على مشاريع تنمية خلال المدّة ما بين 2015 ومنتصف العام الماضي، ولفت إلى أن تلك المبالغ الضخمة تمّ التصرّف فيها دون مراقبة وإشراف دقيقين، منوهاً بأنه تم الأخذ بالأسباب السياسية بدلاً من الحاجة الفعلية بما كان يتعلق بقرارات الإنفاق. وكان صندوق الطوارئ الائتماني الأوروبي المخصص لأفريقيا، تأسس في العام 2015 حينما كانت عمليات الهجرة إلى أوروبا عبر المتوسط في ذروتها، إذ شهد العام المذكور دخول نحو مليون مهاجر إلى دول الاتحاد الأوروبي الأمر الذي أوجد ردود فعل تمثلت بصعود اليمين المتطرف واليمين الشعبوي في عديد من الدول الأوروبية التي تبنى بعضها سياسات منهاضة للهجرة، ومن المقرر اعتماد آلية عمل جديدة للصندوق في نهاية العام الجاري، بما يحقق الهدف الذي أنشئ الصندوق لأجله. وتتوافق النتائج التي توصّل إليها تقرير "أوكسفام" مع تحقيق كانت أجرته وكالة "أسوشيتد برس" وذكرت فيه أن أموال الاتحاد الأوروبي التي تهدف إلى وقف الهجرة من ليبيا، تم تحويلها إلى أشخاص مسؤولين عن إساءة معاملة المهاجرين. تقرير "أوكسفام" الذي لفت إلى أن ليبيا تعاني من مشكلات ذات طبيعة خاصة، وجد أن الانتقادات الموجّهة ضد الاتحاد الأوروبي كانت بسبب تقديم أموال لعناصر خفر السواحل الليبي الذي ارتبطت أسماء عدد من قادته بعمليات تهريب البشر وانتهاك حقوق المهاجرين على الأراضي الليبية. وأكد تقرير المنظمة الخيرية الدولية، التي تتخذ من بريطانيا مقراً لها، أكد على ضرورة أن يعتمد الاتحاد الأوروبي سياسات وآليات تنفيذ جديدة ضمن استراتيجية واضحة تهدف إلى تعزيز التنمية في أفريقيا ومعالجة الأسباب الرئيسة في عدم الاستقرار والهجرة غير الشرعية والنزوح القسري، علما أن الموارد المخصصة صندوق الطوارئ الائتماني الأوروبي تبلغ أكثر من 4.6 مليار يورو، تأتي من مؤسسات الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء ومن مساهمين آخرين. المصدرeuronews