أصبح التهاب الدماغ الذي ينتقل عن طريق حشرة القراد (TBE) أكثر شيوعاً في السويد، وبين عامي 2020 و2021، ارتفع عدد الضحايا من 274 إلى 533 وفقاً للأرقام الصادرة عن هيئة الصحة العامة السويدية.الغالبية من هؤلاء المصابون بالتهاب الدماغ تعرضوا للإصابة بلسعة حشرة القرّاد، ولكن هناك طرق أخرى للعدوى لا يدركها الكثيرون.في حديثها حول ذلك، قالت آن ألبين التي تعمل في مختبر المعهد البيطري السويدي والأستاذة في الجامعة السويدية للعلوم الزراعية: "هناك خطر من أن منتجات الألبان غير المبسترة مثل الحليب والجبن يمكن أن تنقل عدوى التهاب الدماغ TBE إلى البشر" مؤكدةً أنها قادت مشروعاً بحثياً بحثوا عبره عن عدوى TBE في الحليب السويدي غير المبستر من الأبقار والأغنام والماعز وجاموس الماء.وحول نتائج البحث المشار إليه بيّنت ألبين: أنهم وجدوا أجساماً مضادة لـ TBE في بعض مزارع الأبقار التي كانت جزءاً من المشروع، وهذا يعني أن الأبقار أصيبت بالعدوى لفترة وانتقل الفيروس إلى اللبن. لكن نظرياً، يمكن أن تصاب بمرض TBE من الحليب غير المبستر من جميع الحيوانات حسب ما ذكرت الباحثة.وفي دراسة سويدية أخرى أجريت في جامعة أوريبرو وأوميو، تم جمع عينات من الحليب واللبأ لقطعان أغنام من مزارع أوريبرو، وتم العثور أيضاً على الأجسام المضادة لفيروس TBE في الحليب في ثلاث مزارع، ما يدل على إصابة النعاج به.وأشار الباحثون هنا، بأنهم اختبروا مدة فعالية الفيروس في الحليب غير المبستر ليكتشفوا أن الفيروس يبقى معدياً لمدة ثلاثة أيام إذا تم تخزينه في درجة حرارة الثلاجة.ووفق ألبين، فإنه تم توثيق مسار انتقال الفيروس هذا جيداً في الدراسات التي أجريت في أوروبا الشرقية وسويسرا وألمانيا، حيث كان هناك تفشي لمرض TBE بعد تناول الناس منتجات الألبان غير المبسترة.وتم اكتشاف فيروس TBE أيضاً في الحليب غير المبستر في النرويج، لكن لا يوجد في السويد حتى الآن أي حالات تم الإبلاغ عنها لمرض التهاب الدماغ المنتقل عن طريق الغذاء، والذي قد يرجع جزئياً إلى حقيقة أن جزءاً سائداً من الحليب مبستر، غير أنه لم يتم إجراء دراسات في السويد حول ما إذا كان الأشخاص قد أصيبوا بالمرض عن طريق الطعام.فيما أشارت ألبين إلى وجود جهل واسع النطاق حول مسار العدوى، وأن هذا الجهل موجود أيضاً لدى بعض الأطباء البيطريين.ويتزايد أيضاً خطر الإصابة بالمرض عن طريق الأغذية بسبب الاهتمام المتزايد بتناول الأطعمة المنتجة محلياً وغير المصنعة، حيث ينتهز الكثير من الناس الفرصة لزيارة المزارع المحلية ومحلات المزارع خلال العطلات، وبعضها يبيع الحليب غير المبستر مباشرة للمستهلكين على عكس المتاجر العادية.ونوّهت الباحثة أن السويد لديها أكثر من 100 مزرعة ألبان صغيرة لإنتاج الغذاء، وأن الغالبية العظمى من منتجاتها مبسترة، ولكن قد يكون هناك أيضاً من لا يفعل ذلك وفق ألبين.هذا وبيّنت الأستاذة في الجامعة السويدية للعلوم الزراعية أنه ليس من المعروف على وجه اليقين كمية الحليب ومنتجات الألبان غير المبسترة المستهلكة في السويد غير أن الدراسة التي قادتها كشفت أن الكثير من أولئك الذين يعيشون في المزارع التي تم فحصها يستهلكون منتجات غير مبسترة.اقرأ أيضاً:لم تجد سكناً لها في ستوكهولم.. ودفعت أجاراً تجاوز الـ 6 مليون كرون!