ستوكهولم – توقّع محللون في قطاع الطاقة انخفاضاً حاداً في أسعار الكهرباء بالسويد خلال أشهر الصيف، مع وصول الأسعار إلى مستويات متدنية للغاية في جميع أنحاء البلاد. ووفقاً لكريستيان هولتز، محلل الكهرباء لدى شركة الاستشارات Merlin & Metis، فإن ساعات الأسعار السلبية آخذة في الازدياد بسبب زيادة إنتاج الطاقة الشمسية، ما يتيح لمستهلكي العقود الزمنية (timprisavtal) الاستفادة من أرخص الأسعار غالباً في منتصف النهار. وأشار هولتز إلى أن الأسعار خلال هذا العام بدأت بالفعل بمستويات منخفضة نسبياً مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ومن المتوقع أن تستمر هذه الاتجاهات وتتعمق خلال الصيف. ووفقاً للتقديرات، يُتوقع أن تتراوح الأسعار في نورلاند عند بضعة أورِه (أجزاء من الكرون) لكل كيلوواط/ساعة، وفي جنوب السويد نحو 30 أورِه، بينما يتم تداول السعر الإجمالي للكهرباء في الأسواق المالية عند 15–20 أورِه/كيلوواط/ساعة خلال أشهر الصيف، أي أقل بنحو 40% مقارنة بصيف العام الماضي. تعزى هذه الانخفاضات بشكل رئيسي إلى المستويات المرتفعة لمخزون المياه في الخزانات المائية وزيادة إنتاج الطاقة الشمسية، خصوصاً القادمة من دول أوروبية أخرى والمُصدَّرة إلى جنوب السويد. ويُشار إلى أن الفائض المائي يُمكن تخزينه واستخدامه لاحقاً، ما يشبه وظيفة البطارية، بفضل دخول المزيد من طاقة الرياح إلى النظام. لكن هذه الوفرة تتسبب أيضاً في تحديات، حيث بات نحو واحد من كل عشرة ساعات يشهد أسعاراً سلبية، مما يؤدي إلى تقلبات كبيرة في الأسعار، إذ قد تكون الكهرباء مجانية تقريباً في منتصف النهار، لكنها تصل إلى حوالي كرونين مساءً. ويوضح هولتز أن «عندما تصبح الكهرباء رخيصة جداً، يغلق بعض المنتجين منشآتهم لأنها لم تعد مجدية اقتصادياً، ومن الصعب إعادة تشغيلها بسرعة». من ناحية أخرى، أدت الأسعار المتدنية أيضاً إلى تباطؤ الاستثمارات في مشاريع جديدة للطاقة المتجددة. وقال يوهان سيغفاردسون، محلل الكهرباء في شركة Bixia، في تعليق مكتوب: «بالنسبة للمنتجين، يصبح من الصعب تحصيل مقابل جيد للكهرباء، مما يقلل من الحوافز للاستثمار في إنتاج جديد». وتبقى هذه التقلبات مسألة أساسية فقط للمستهلكين الذين لديهم عقود زمنية، بينما الأغلبية الكبرى من الأسر تملك عقوداً بأسعار شهرية متغيرة، وهو ما يعني أن متوسط السعر الشهري هو الذي يؤثر في فاتورة الكهرباء النهائية. يُذكر أيضاً أن الأسعار المعلنة في الأسواق لا تشمل الضرائب ورسوم الشبكة وضريبة القيمة المضافة، التي تضيف أكثر من كرون واحد لكل كيلوواط/ساعة. اقرأ أيضاً: هل تعيش السويد لحظة الظلام الكبير؟ تحذيرات من سيناريو شبيه بإسبانيا