كشفت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) أن أكثر من 115 ألف شخص نزحوا منذ انطلاق العمليات العسكرية الأخيرة في سوريا، بينما يعاني ملايين السوريين من النزوح داخل البلاد أو اللجوء إلى دول الجوار. نزوح متكرر ومعاناة متفاقمة أكد ديفيد ويلين، نائب رئيس المفوضية في سوريا، أن الوضع يزداد سوءاً مع استمرار النزوح المتكرر للسكان. وقال: «المأساة الكبرى تكمن في أن الناس لا يفرون مرة واحدة فقط، بل يضطرون للفرار مراراً وتكراراً». وأضاف أن هناك حالياً سبعة ملايين نازح داخلياً، إضافة إلى خمسة ملايين لاجئ في دول الجوار. وأشار إلى أن الأطفال يعانون من صدمات نفسية عميقة قد تستغرق جيلاً كاملاً للتعافي منها، مضيفاً أن مشاعر الإرهاق والخوف هي السائدة بين السكان. أزمة صحية وتدهور الخدمات أظهرت التقييمات أن مستشفيين رئيسيين في حلب يعملان تحت ضغط هائل، بينما لا توجد مستشفيات عامة عاملة في المناطق الريفية غربي المدينة. وأوضح ويلين أن المناطق المتضررة تعاني من غياب الخدمات الصحية الأساسية. وقال: «المخاوف الأكبر هي أن المزيد من الأشخاص سيموتون أو يُجبرون على النزوح أو يغرقون في الفقر. وكلما طال أمد الأزمة، أصبحت إعادة بناء سوريا أكثر صعوبة». تحديات تواجه العمل الإنساني أكدت المفوضية أنها ما زالت قادرة على الوصول إلى جميع المناطق داخل سوريا، لكنها حذرت من أن استمرار التصعيد العسكري قد يعرقل جهود الإغاثة. وقال ويلين: «الوضع يعتمد على كيفية تعامل الجهات المسيطرة مع المناطق التي تقع تحت سيطرتها. حالياً، نحن موجودون ونبذل كل ما بوسعنا». اقتصاد منهار وآمال ضئيلة أشار ويلين إلى أن الوضع الاقتصادي في سوريا على شفا الانهيار، حيث يعاني السكان من نقص شديد في الكهرباء والمياه النظيفة، إضافة إلى تدهور الخدمات التعليمية والصحية. وقال: «من الصعب وصف حالة اليأس التي يعيشها الناس، مع وجود أمل ضئيل للغاية في المستقبل». تصاعد النزاع وأوضح ويلين أن التصعيد الحالي تقوده جماعات مسلحة، أبرزها هيئة تحرير الشام (HTS)، التي استغلت الفراغ الناتج عن انشغال داعمي الحكومة السورية بأزمات أخرى مثل الأزمة في لبنان والصراع في أوكرانيا. وأضاف أن الهجمات الأخيرة زادت من تعقيد الأوضاع الإنسانية في البلاد. استقرار هش قبل التصعيد قبل التصعيد الأخير، كان الوضع الإنساني يوصف بـ«الاستقرار الهش». وقال ويلين: «الخطوط الأمامية كانت مجمدة إلى حد كبير منذ عام 2020، لكن الأحداث الأخيرة أعادت الأوضاع إلى نقطة الصفر».