مقبرة "للبرجوازيين" بقيمة 80 مليون كرون في يوتوبوري image

سيبسة الحاج يوسف

null دقائق قراءة|

أخر تحديث

مقبرة "للبرجوازيين" بقيمة 80 مليون كرون في يوتوبوري

أخبار-السويد

Aa

 مقابر في يوتوبوري

Foto: Wikipedia

في لمحة فنية تحاكي عراقة التاريخ، تبرز مقبرة الشرق بمدينة يوتوبوري السويدية كواحدة من أكثر المقابر فخامة وعراقة في تاريخ السويد، حيث تحرس تماثيل الإسفنكس ضريح عائلة سيتون العريقة في ما يشبه الصرح المعماري الذي يختزل قصص عصور مضت.

ويكشف خبير مدينة يوتوبوري، ماتياس أكسلسون، عن أسرار المقبرة التي تمتد على مساحة 250 متراً مربعاً والتي تضم رفات سبعة أفراد من عائلة سيتون، حيث قال إن تكلفة القبر بلغت حتى 1.5 مليون كرونة سويدية في عام 1912، وهو ما يعادل أكثر من 80 مليون كرونة في قيمتها اليوم.

فخامة ما وراء القبور

ولا يقتصر الأمر على عائلة سيتون فقط، فالمقبرة هي موطن لقبور عديدة تنتمي لنخبة يوتوبوري التجارية السابقة، مثل عائلات كيلر، بروستروم، فيكتور ريدبري وتشارلز فيليكس ليندبري، والتي تزخر بتصاميم فنية ونحتية تعكس طرازاً يجمع بين الأصالة والفخامة.

وتتميز هذه المقبرة أيضاً بتاريخها المعماري الرائع والمشهد الطبيعي المتناسق الذي صممه المعماري المديني جي هوس سترومبري، الذي اعتمد في تصميمه على تقليد الطبيعة بكل تفاصيلها.

ومن الجوانب الغريبة التي لا تنسى، تلك الشائعات التي انتشرت في الثمانينيات عندما كانت المقبرة مسرحًا لطقوس السحرة واجتماعات لعبدة الشيطان، والتي تركت وراءها روايات عن ظواهر ماورائية تضيف إلى المكان سحراً خفياً وغموضاً يجذب الفضوليين وعشاق الأساطير.

البساطة المتوارثة والفخامة البرجوازية

وعلى الرغم من أن القبور المبهرجة تعتبر ظاهرة غير معتادة في الأراضي الشمالية، فإن المقابر السويدية البروتستانتية تقليدياً معروفة بتصاميمها البسيطة وزخارفها المتحفظة.

ويوضح أكسلسون أن "النصب التذكارية الضخمة والتماثيل الجنائزية كانت أشد وضوحاً في مناطق أخرى من أوروبا، بالأخص في مدن مثل روما وباريس، حيث كانت الفخامة والرقي تسود فيهما بشكل واضح".

وعلى النقيض من التقليد السائد، تبرز مقبرة الشرق كرمز للرقي والتميز في السويد، إذ تُعد هذه الخصوصية تجسيداً للأناقة البورجوازية التي تفتحت أزهارها في القرن التاسع عشر، خاصة في يوتوبوري، حيث ارتبطت بعائلات التجار الذين كانت لهم اتصالات وتأثيرات دولية عميقة. فهذه العائلات حرصت على أن تكون قبورهم لائقة ومحترمة، ومبهرة للعين في نفس الوقت.

واليوم، تظل مقبرة الشرق ملاذاً للسكينة والجمال، ومحطة للتأمل في عظمة التاريخ الذي يتجسد في كل حجر ونقش، فهي تبقى أحد أكثر المقابر إثارة للإعجاب والتقدير في السويد.

شارك المقال

أخبار ذات صلة

لم يتم العثور على أي مقالات

آخر الأخبار

ستوكهولم
مالمو
يوتوبوري
اوبسالا
لوند
لم يتم العثور على أي مقالات