أعلن وزير الهجرة السويدي يوهان فورشيل، المنتمي لحزب المحافظين (Moderaterna)، عن مقترح جديد يربط الحصول على الجنسية السويدية بمدى دعم المتقدّم لاندماج أفراد أسرته في المجتمع. ويستهدف المقترح بشكل خاص مكافحة ما وصفه بـ«ثقافة الشرف» التي تحدّ من حرية النساء والفتيات. وقال فورشيل في تصريحات صحفية: «الكثير من الفتيات والنساء ينشأن في بيئة تقيّد حريتهن تحت ما يُعرف بثقافة الشرف، وهذا أمر يثير قلقي بشدة»، مضيفاً أن المقترح الجديد يهدف إلى تعزيز الاندماج ومنع أي شكل من أشكال التمييز داخل الأسرة الوافدة. شهادات من المعلمين والجيران وبحسب المقترح، سيكون على المتقدمين للجنسية إظهار دعمهم لاندماج شركائهم وأطفالهم في المجتمع، بما في ذلك السماح للفتيات بالمشاركة في الأنشطة المجتمعية مثل دروس السباحة، واحترام حق أفراد الأسرة في اختيار أصدقائهم. وستكون مصلحة الهجرة هي الجهة المخوّلة بتقييم مدى تحقق هذه الشروط، وذلك من خلال مقابلات شخصية وربما أيضاً الاستماع إلى معلمين أو جيران أو أشخاص من المحيط الاجتماعي. وعلّق الوزير على ذلك قائلاً: «إذا اتضح من المقابلة أن المتقدم يقول شيئاً ويفعل شيئاً آخر في الواقع، كأن يُفرّق بين أبنائه الذكور والإناث، فيمكن عندها تعميق التحقق». «ليس من حق الجميع الحصول على الجنسية» أكد فورشيل أن نيل الجنسية السويدية ليس حقاً مضموناً، بل هو قرار تتخذه الدولة بناءً على معايير وشروط، مشدداً على ضرورة أن تكون هذه المعايير واضحة وعادلة. وقال: «بالطبع نريد أن تكون القرارات عادلة وقانونية، لكن الجنسية ليست حقاً أوتوماتيكياً». استلهم الوزير السويدي فكرته من القوانين الصارمة المعمول بها في سويسرا، حيث يُطلب من المتقدّمين العمل على اندماج عائلاتهم كشرط لنيل الجنسية. وأشار فورشيل إلى حالة نموذجية في سويسرا: «عندما تتقدم عائلة بطلب لجوء، لكن الزوج فقط هو من يطلب الجنسية، يكون ذلك مؤشراً يستدعي التحقيق». تغييرات أوسع في قوانين الجنسية يأتي هذا المقترح في إطار مراجعة حكومية شاملة لقوانين الجنسية في السويد. وتشمل التعديلات المقترحة أيضاً تمديد فترة الإقامة المطلوبة قبل التقدّم للجنسية، ورفع متطلبات الالتزام بالسلوك الجيد، وإثبات مستوى معين من اللغة السويدية. وفي ختام تصريحاته، قال فورشيل: «نريد من كل من يسعى ليصبح مواطناً سويدياً أن يلتزم بالقيم السويدية منذ اليوم الأول. يجب أن نختار: إما ثقافة الشرف أو المواطنة السويدية».