ملك السويد يكرم السوري علي معمار بلقب البنّاء الجديد لعام 2021
أخبار-السويدAa
خاص أكتر- أخبار السويد
لم يكن علي معمار، الشاب القادم من سوريا إلى السويد عام 2014، والخبير في مجال تقنيّات الأسنان، يتوقع ربما أنه وبعد سبع سنوّات من هذا التاريخ سيكرّم من ملك السويد كارل السادس عشر غوستاف، لكن تجربة الهجرة وبدء حياة جديدة كثيراً ما تحمل مفاجآت غير متوقعة.
رحلة صعبة في بلد جديد
في الفترة الأولى من وصوله إلى السويد لم يتح للسيد علي فرصة العمل ضمن مجال اختصاصه، إلى أن عمل أخيراً كتقني أسنان في العاصمة ستوكهولم، لكنه بعد عامٍ من ذلك قرر القيام بخطوة جديدة وافتتاح مشروعه الخاص المسمى (Infinity Group AB). واجه السيد علي معمار صعوبات كبيرة في بداية تأسيسه لعمله؛ فالمنافسة في هذا المجال شديدة جداً في السوقين السويدي والأوروبي خاصةً وأن معظم ما يتم تصنيعه من مستلزمات الأسنان يتم تصديره لاستكمال إنتاجه بتكلفة أقل وبمواد أولية أرخص سعراً في بلدان مثل الصين، ليعود بعد ذلك إلى السويد. هذا الأمر فرض تحدٍ كبير على الشركة التي كانت حديثة التأسيس خاصة وأن تكلفة المواد والإنتاج في هذه المهنة تستلزم رؤوس أموال كبيرة لم يكن يمتلكها السيد علي في ذلك الحين. ومستذكراً سنوات عمله الأولى يقول: "مع مرور الوقت تعاقدنا مع كبرى الشركات لإنتاج المواد الخام في أوروبا، وأصرينا على استخدام أفضل المواد الخام والتكنولوجيا التي تم تطويرها في هذا المجال". ويعلق السيد معمار بالقول إن هذا انعكس إيجاباً على المرضى والمراجعين الذين يحتاجون تعويضات سنية وساهم في تحسين نوعية حياتهم وهذا ما أتاح فرصة تغيير واقع المهنة في السويد، ولفت انتباه الهيئة المسؤولة عن الجائزة لشركته (Infinity Group AB). كذلك الأمر حققت الشركة أرباحاً كبيرة وساهمت في خلق فرص عمل في هذا المجال، وعن هذا يقول السيد علي: "أنا أدرك أهمية هذا الأمر من تجربتي الخاصة وأتذكر الصعوبة التي واجهتها حينما قدمت إلى هنا للبحث عن عمل في مجال اختصاصي".
الجائزة حصاد لما زرعناه
وعن مشاعره بعد حصوله عن جائزة البناة الجدد لعام 2021 عن فئة "الشركات الجديدة السنوية" يقول علي معمار لفريق "أكتر": "الجائزة تعني لي الكثير، فهي بمثابة حصاد لما زرعناه في الفترة السابقة والأهم من كل ذلك هو شعورنا بالتقدير لما فعلناه من قبل مملكة السويد وجلالة الملك، فعندما يأتي التكريم من أعلى سلطة في السويد يشعرني هذا بفخر شديد". ويضيف أيضاً: "أكثر ما أفرحني هو الشعور بالتقدير لنا كأصحاب مشاريع صغيرة، ورواد أعمال من أصول مهاجرة، وتسليط الضوء علينا لتغيير الصورة السلبية التي يحملها البعض عن المهاجرين، فنحن الآن مطالبين بالاستمرار وعدم التخاذل ومحاولة الحفاظ على هذه الصورة الجيدة للمساهمة في رفاه المجتمع السويدي الجديد". ويختتم السيد معمار حديثه بالقول إنه تلقى الكثير من الرسائل والمباركات من السويد وسوريا وأماكن أخرى كثيرة، وأكثر ما أثر فيه رسالة من زميل مهنة قديم في سوريا أخبره بمدى حماسه لحصوله على الجائزة التي ألهمته هو أيضاً لإكمال العمل في هذا المجال.
والجدير بالذكر أن جائزة البناة الجدد "Årets Nybyggare" هي جائزة يقدمها ملك السويد لرواد أعمال من أصول مهاجرة. وفي هذا العام نُظمت مراسم توزيع الجائزة في قصر الملك في ستوكهولم، حيث سلم الملك، كارل السادس عشر غوستاف، الجوائز لستة فائزين عن ثلاث فئات للعامين 2020 و2021.