تعتبر وجبات المدرسة المجانية في السويد موضوعًا مهمًا يستحق الاهتمام والانتباه. فهذه الوجبات لها تأثيرات قوية على صحة الطلاب وتحصيلهم الدراسي. تساهم وجبات المدرسة المجانية في توفير التغذية السليمة للطلاب وتضمن ألّا يعاني أي طالب من جوع أثناء اليوم الدراسي. إنها مبادرة تهدف إلى تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية، حيث تعمل على تقليل الفجوة الاجتماعية وتمكين الطلاب ذوي الأسس الاجتماعية الضعيفة من الحصول على وجبات غذائية متوازنة وصحية.تاريخ وجبات المدارس المجانية في السويديعود تقديم وجبات المدارس للأطفال في مناطق محددة في السويد إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر. تم توسيع هذه الخدمة تدريجياً في بداية القرن العشرين، وبدأت الحكومة في عام 1946 في تقديم مساعدات مالية للبلديات التي تقدم وجبات مدرسية في المدارس الابتدائية. وقد وضع هذا البرنامج الأساس لخدمات وجبات المدارس الحالية، حيث تم ربط المساعدات المالية بمتطلبات صارمة فيما يتعلق بتركيبة الغذاء المقدم وتركيزها على تحسين عادات التغذية والسلوكيات الغذائية والسلوك الجيد على الطاولة والراحة والنظافة. تم إنشاء هذا البرنامج بناءً على السعي للمساواة ومخاوف بشأن سوء التغذية وقلة المعرفة الغذائية وعادات التغذية غير الصحية بين السكان السويديين. في الستينيات، توقفت المساعدات المالية الحكومية وتمت إحالة البرنامج إلى الإدارة المحلية. ومنذ عام 1970، توجد وجبات مدرسية في جميع البلديات السويدية، ومنذ عام 1997، يلزم قانون المدارس كل بلدية بتقديم وجبات مدرسية مجانية لجميع طلاب المدارس الابتدائية. في عام 2011، تم إضافة متطلبات الجودة للتغذية. وفي المدارس الثانوية، لا يوجد الزام قانوني بتقديم وجبات مدرسية، على الرغم من أن معظم المدارس والبلديات يختارون تقديمها.الأثر الإيجابي لتناول الفطور اليوميفي دراسة نشرت في عام 2021 من قبل باحثين في جامعتي لوند وستوكهولم، تم دراسة آثار وجبات المدرسة على المدى الطويل. تركزت الدراسة على تقديم وجبات الغداء المدرسية في السويد بين عامي 1959 و1969. أظهرت الدراسة أن الطلاب الذين استفادوا من برنامج وجبات المدرسة طوال فترة دراستهم في المدارس الابتدائية كانوا أطول بمقدار سنتيمتر واحد، وحصلوا على مستوى تعليم أعلى وكانوا يقرؤون بشكل أكثر تواتراً في الجامعة مقارنة بالطلاب الذين لم يكن لديهم وصول إلى البرنامج. كما لوحظ أن الطلاب المستفيدين حققوا دخلاً ماليًا أعلى على مدى الحياة، وكانت التأثيرات أكثر بروزًا بين الطلاب من الأسر الفقيرة. وكانت الفائدة الإجمالية للدخل على مدى الحياة تصل إلى أربعة أضعاف تكلفة البرنامج بأكملها. تشير الدراسة إلى أن الجهود الشاملة لتوفير وجبات مدرسية غنية بالعناصر الغذائية يمكن اعتبارها استثمارًا طويل الأمد حيث يكون لكل كرون مستثمر أرباح متعددة للمجتمع.يؤكد معهد الأغذية السويدي أيضًا أهمية تقديم وجبات المدرسة اليومية للأطفال الذين لا يحصلون على وجبات غذائية صحية في المنزل. على سبيل المثال، يتجه تناول الخضروات للتراجع بين الطلاب الذين ينحدر والديهم من أسر ذات تعليم متدني، ولكن يتم تعويض ذلك بتناول الخضروات في المدرسة.أهمية تناول الفطور المنتظم على تطور وصحة ونجاح الطلابفي دراسة نشرت في عام 2021، قام باحثون صينيون بدراسة تأثير تناول الفطور المنتظم لدى الأطفال في الفئة العمرية من ستة إلى اثني عشر عامًا. أظهرت الدراسة زيادة في القدرات الإدراكية لدى الأطفال الذين يتناولون الفطور بانتظام. تشير منظمة الصحة العالمية أيضًا إلى أن الأطفال الذين يتناولون وجبة فطور صحية يظهرون تطورًا في النمو الفسيولوجي والنضج ويعانون من أقل الأمراض المزمنة.علاوة على ذلك، أظهر باحثو جامعة ليدز أن تناول الفطور بانتظام لدى الأطفال يؤدي إلى تحسين الذاكرة والانتباه والوظائف التنفيذية وتحسين النتائج الدراسية والعمل المركز في الفصل الدراسي. وأظهرت دراسة أخرى أجريت من قبل الباحثين نفسهم أن هناك ارتباطًا واضحًا بين تناول الفطور بانتظام لدى المراهقين والحصول على نتائج أفضل في الامتحانات الوطنية.في دراسة أخرى أجراها باحثون في جامعة أوكلاهوما في عام 2020، تمت مقارنة مختلف المدارس في تكساس. لوحظ أن الطلاب الذين يتمتعون بوجبة فطور مجانية في المدرسة يحققون نتائج أفضل في الدراسة. ولاحظ أيضًا وجود صراعات ونزاعات أقل بينهم، واستخدام أقل للمخدرات، وغياب أقل في هذه المدارس. ووفقًا للبحوث الأمريكية، يرتبط تقديم وجبة الفطور في المدارس أيضًا بتقليل عدد زيارات الممرضة المدرسية وتحسين الصحة العقلية للطلاب، بما في ذلك تقليل القلق والاكتئاب ومشكلات السلوك.إلغاء الفطور المدرسي سيءإنّ متابعة أحد أكبر المشاريع التجريبية في السويد، من حيث النطاق والمتابعة، توضح تأثيرات إيجابية وسلبية بشكل واضح. في عام 2018، قامت مدرستان في بوتكيركا Botkyrka بالتعاون مع شركة أرلا Arla بتنفيذ مشروع حيث تم تقديم وجبة الفطور لجميع الطلاب في الفصول الدراسية خلال الحصة الأولى. أدى المشروع إلى ما يلي:- أبلغ 60% من الطلاب أنهم يستطيعون التركيز بشكل أفضل خلال اليوم الدراسي.- شعر 50% من الطلاب بأن بيئة الصف أكثر هدوءًا.- أعتبر 51% من المعلمين أن لدى الطلاب قدرة تركيز جيدة، مقارنةً بـ 36% قبل المشروع.في الختام، يمكن الاستدلال من خلال الأبحاث المذكورة على فوائد عديدة لتوفير وجبات الفطور والغداء المجانية في المدارس. يمكن أن تسهم هذه الجهود في تحسين الصحة والتغذية والتركيز والتحصيل الدراسي للطلاب، وتقليل الفجوة الاجتماعية والاقتصادية في النتائج التعليمية. لهذا لا يجب أن يكون الأمر مطروحاً للبحث بدعوى توفير النفقات.[READ_MORE]