وُلد المخترع ورجل الأعمال السويدي ومؤسس شركة تصنيع معدات الهاتف، لارس ماغنوس إريكسون، في الـ 5 من مايو/ أيار عام 1846 في بلدية بلفارمسكوج Värmskog في مقاطعة فارملاند، ونشأ في قرية فيجيربول الصغيرة الواقعة بين كارلستاد Karlstad وأرفيكا Arvika. أجبرته وفاة والده على العمل في منجم وهو في سن الثانية عشرة فقط، إلى أن أصبح لديه ما يكفي من المال لمغادرة القرية والانتقال إلى ستوكهولم في عام 1867. وهناك، عمل لمدة ست سنوات لدى شركة Öllers & Co. المتخصصة في صناعة معدات التلغراف بشكل أساسي، وبسبب مهاراته، حصل لارس ماغنوس، الذي كان يبلغ وقتها الـ 26 من عمره، على منحتين دراسيتين من الدولة لدراسة صناعة الآلات في ألمانيا وسويسرا وروسيا، بين عامي 1872 و1875، وكانت شركة Siemens & Halske إحدى الشركات التي عمل بها.بداية أعمالهعند عودته إلى السويد في عام 1876، أسس لارس ماغنوس ورشة ميكانيكية صغيرة مع صديقه كارل يوهان أندرسون، الذي كان قد عمل سابقاً في Öllers & Co.، على أرض مطبخ سابق تبلغ مساحته حوالي 13 متراً مربعاً يقع في Drottninggatan 15، إحدى أكثر المناطق مركزيةً في ستوكهولم. ومن خلال تحليله لهواتف شركتي Bell وSiemens، أسس شركته وأنشأ نسخ هواتف خاصة به.يُذكر أن الفكرة وراء الهاتف كانت بسيطة، إذ يتم التحدث في غشاء يبدأ بالاهتزاز، ومن ثم يتم إرسال هذه الاهتزازات إلى الهاتف الآخر، عبر كابل طاقة، حيث يبدأ دبوس آخر بالاهتزاز. ولربما بناء العالم الألماني، يوهان فيليب ريس، لمثل هذا الهاتف في عام 1861، كان السبب وراء رغبة لارس ماغنوس ببناء آليته الخاصة، قبل ثلاثة عشر عاماً من تقدم الإسكتلندي، ألكسندر جراهام بيل، بطلب للحصول على براءة اختراع لجهاز الهاتف الخاص به.عصر الهاتفظهرت الهواتف الأولى في السويد عام 1977، وبدأ لارس ماغنوس في تلقي الهواتف لإصلاحها وجعلها أقل تعقيداً. وفي وقت مبكر من عام 1878، بدأ لارس ماغنوس في بيع هواتفه الأولى، إلا أن شركته لم تبدأ في النمو لتصبح شركة إريكسون المعروفة إلا بعد تعاونه مع هنريك توري سيدرجرين عام 1883، مؤسس شركة Stockholms Allmämma Telefonaktiebolag. يُذكر أن لارس ماغنوس قام بتحسين العديد من براءات الاختراع الأجنبية وأنشأ لوحة مفاتيح آلية يمكنها التعامل مع عشرة خطوط هاتفية. كما قام أيضاً بتحسين سماعة الهاتف، التي كانت تحتوي على ميكروفون ومكبر صوت على عكس طرازات الهواتف السابقة.وفي عام 1881، تم تعيين شركة L M Ericsson & Co كمورد رئيسي لجمعية الهاتف المنشأة حديثاً في مدينة يافله السويدية، نظراً لإنتاجها هواتف أفضل وأرخص من تلك التي تنتجها شركة Bell. الأمر الذي أدى إلى تهافت الطلبات الأجنبية عليها، لا سيما من بيرغن في النرويج، وسرعان ما ضمت الشركة 50 موظفاً. تطور مستمرفي بداية القرن العشرين، ضمت LM Ericsson & Co حوالي 1000 موظف وكانت تنتج 50,000 هاتف سنوياً، كما تم إنشاء شركات فرعية لها في كل من روسيا وبولندا. هذا وتعتبر إريكسون اليوم شركة دولية ضخمة وجزءاً من صناعة الهواتف العالمية.كان لارس ماغنوس شخصاً متطلباً، ولم تعجبه أي دعاية مباشرة حول شخصيته، ومع ذلك، كان يحظى باحترام عميق من قبل موظفيه. كما كان دائماً متشككاً وحذراً في العمل، وقد عبّر في مناسبات عديدة عن معارضته براءات الاختراع إلى حد ما، لأن العديد من المنتجات التي تم صنعها لم يكن من الممكن القيام بها إذا كان تشريع البراءات مفرط الفعالية. يُذكر أن لارس ماغنوس إريكسون تقاعد من الشركة في عام 1900، عن عمر يناهز الـ 54 عاماً، وانسحب للعيش في مزرعة Hågelby في بوتكيركا Botkyrka في السويد، إلى أن وافته المنية فيها عام 1926.