يشهد موسم الإنفلونزا في السويد هذا العام نمطًا غير معتاد، حيث استمرت حالات الإصابة لفترة أطول من المتوقع، ما أثار قلق الأطباء والجهات الصحية. وفقًا لهيئة الصحة العامة السويدية، لا تزال معدلات انتشار الفيروس مرتفعة، وهو ما وصفه الأطباء بأنه "غير تقليدي" مقارنة بالسنوات السابقة. انتشار غير مألوف واستمرار في الإصابات عادةً ما تشهد موجات الإنفلونزا ارتفاعًا سريعًا في عدد الحالات يتبعه انخفاض تدريجي، إلا أن هذا العام يبدو مختلفًا. الدكتور يوهان ستيرود، كبير الأطباء في مستشفى دانديريد في ستوكهولم، أوضح في تصريحات لبرنامج Nyhetsmorgon أن الفيروس يستمر في الانتشار لأسابيع متواصلة دون أن يُظهر أي علامات على التراجع. "نحن معتادون على أن يرتفع معدل الإصابات بسرعة ثم ينخفض بنفس الوتيرة، لكن الآن مررنا بثمانية إلى اثني عشر أسبوعًا من الإصابات المستمرة دون أي تراجع. هذا ليس النمط الذي نعرفه عادة"، يقول ستيرود. وأضاف أن استمرار تفشي المرض يزيد الضغط على المستشفيات، خاصة مع ارتفاع عدد العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يصابون بالفيروس، مما يؤدي إلى نقص في الكوادر الطبية ويزيد العبء على النظام الصحي. ارتفاع في الحالات الخطيرة بين الشباب أحد أكثر الجوانب المثيرة للقلق هذا الموسم هو ارتفاع عدد الشباب الذين يصابون بأعراض حادة تتطلب رعاية مكثفة. وفقًا لتقرير نشرته صحيفة DN، فإن ربع المرضى الذين احتاجوا إلى العناية المركزة باستخدام تقنية "إيكمو" (ECMO) – وهي تقنية متقدمة تدعم وظيفة القلب والرئتين – كانوا من فئة المراهقين. يوضح ستيرود: "هناك مجموعة صغيرة من الشباب الذين يصابون بأعراض خطيرة، وهذا شيء نلاحظه بوضوح". تقنية إيكمو تُستخدم عادةً في الحالات التي لا تكون فيها الرعاية المركزة العادية كافية، حيث تساعد الجهاز القلبي الرئوي على أداء وظائفه خارج الجسم لتأمين الأوكسجين اللازم للمرضى الذين يعانون من مضاعفات حادة. يشير الخبراء إلى أن أحد الأسباب المحتملة لزيادة الحالات الشديدة بين الشباب هو التأثير المتبقي للجائحة، حيث لم يكتسب العديد من الشباب مناعة طبيعية كافية ضد فيروسات الجهاز التنفسي بسبب فترات الإغلاق الطويلة خلال أزمة كوفيد-19. "يجب أن نتذكر أن المجتمع كان مغلقًا لعدة سنوات، مما أدى إلى ضعف مناعة الشباب ضد الفيروسات الموسمية المعتادة"، يضيف ستيرود. هل سينتهي موسم الإنفلونزا قريبًا؟ رغم استمرار تفشي المرض، يأمل الأطباء أن يؤدي حلول فصل الربيع إلى تراجع معدلات الإصابة. فعادةً ما تنخفض عدوى الإنفلونزا مع تحسن الطقس وزيادة التفاعل في الأماكن المفتوحة، مما يقلل من فرص انتشار الفيروس. "مع ارتفاع درجات الحرارة، نقضي وقتًا أطول في الخارج ونقلل من الاختلاط في الأماكن المغلقة، لذا نأمل أن يتراجع المرض قريبًا"، يختم ستيرود. ومع استمرار تفشي الإنفلونزا بمعدلات غير معتادة، تواصل السلطات الصحية مراقبة الوضع عن كثب، وسط دعوات لاتخاذ الاحتياطات اللازمة للحماية من العدوى، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.