كشف تحقيق لصحيفة افتونبلاديت عن أساليب تحايل يُزعم أن موظفين في سلسلة مطاعم MAX في السويد يستخدمونها لخداع المفتشين الداخليين خلال عمليات التفتيش المفاجئة التي تجريها إدارة المطاعم لضمان التزام الفروع بمعايير النظافة وسلامة الغذاء. وبحسب شهادات موظفين حاليين وسابقين، يتم التنسيق سرًا عبر مجموعات دردشة ورسائل نصية بين مديري الفروع لتحديد متى وأين سيصل المفتشون، مما يسمح لهم بالتحضير المسبق وإخفاء أي مخالفات محتملة. "كنا نمثل أمام المفتش.. وبعد مغادرته تعود الأمور إلى طبيعتها" قال مدير مطعم سابق ضمن السلسلة إن الموظفين كانوا "يمثلون" أمام المفتش الداخلي، بينما تعود المخالفات بعد مغادرته، مؤكدًا: "عندما كان المفتش يصل، كنا نتظاهر بالالتزام التام بجميع القواعد. كنا نتخلص من الطعام غير الصالح، نضبط المؤقتات، وننظف كل شيء بدقة. لكن بمجرد مغادرته، كنا نعيد استخدام الطعام الذي كان يجب التخلص منه". وأضاف المدير السابق أن عمليات التفتيش كانت تركز على جوانب شكلية أكثر من كونها إجراءات صارمة لضمان سلامة الغذاء، مشيرًا إلى أن: "الملاحظات التي كان يوجهها المفتش غالبًا لم تكن تتعلق بمستوى النظافة أو جودة الطعام، بل كانت تدور حول أمور مثل لافتات غير صحيحة أو معدات مكسورة". اقرأ أيضاً: تحقيق يكشف تجاوزات خطيرة في معايير النظافة بسلسلة مطاعم سويدية شهيرة "نقوم بملء السجلات دون إجراء الفحوصات" وفقًا لمصادر أخرى داخل المطعم، كان هناك إهمال كبير في عمليات قياس درجات حرارة الثلاجات واللحوم، والتي تعتبر أساسية لضمان سلامة الغذاء. وأوضح المصدر: "كنا مطالبين بإجراء قياسات للحرارة مرتين يوميًا، لكن لم يكن أحد يقوم بذلك فعلًا. كنا نملأ الاستمارات بأرقام تبدو ضمن النطاق الطبيعي دون إجراء أي فحص حقيقي". تنظيف سريع قبل التفتيش.. وإهمال في الأيام العادية بحسب شهادة موظف سابق عمل كمدير تشغيل، لم تكن معدات الطهي والبيئة المحيطة بها نظيفة في الأيام العادية، لكن عند معرفة وصول المفتش يتم تنظيف كل شيء بشكل سريع ومكثف. وقال: "في الأيام العادية، لم تكن الأسطح والأدوات تُنظف كما ينبغي. لكن بمجرد أن نسمع أن المفتش الداخلي في طريقه، يتم تنظيف كل شيء بسرعة. وإذا لم نحصل على تحذير مسبق، كنا نفشل في الاختبار بسبب وجود بكتيريا على الأسطح". أفاد موظفون آخرون بأن مؤقتات التدفئة، التي تُستخدم لضمان عدم بقاء الطعام في درجة حرارة غير آمنة، كانت تُستخدم فقط أثناء عمليات التفتيش، بينما في الأيام العادية، يتم إعادة تشغيلها باستمرار للحفاظ على الطعام لفترات أطول من المسموح بها. وأوضح أحد الموظفين الحاليين في السلسلة: "المؤقتات موجودة فقط من أجل أن يراها المفتش الداخلي، لكن في الواقع، نعيد تشغيلها مرارًا وتكرارًا للحفاظ على الطعام داخل الخزائن الساخنة لأطول فترة ممكنة". "أنا لا آكل هنا.. لأنني أعرف الحقيقة" أحد الموظفين السابقين أشار إلى أن المديرين كانوا دائمًا على علم مسبق بموعد وصول المفتشين، مما يسمح لهم بإجراء الاستعدادات مسبقًا لتقديم صورة مثالية. وقال المصدر: "عندما نعلم أن المفتش في الطريق، نضمن أن كل شيء يبدو جيدًا، نتخلص من الطعام الذي تجاوز وقته المسموح، ونقوم بتنظيف المطابخ والحمامات بدقة". وختم قائلاً: "أنا شخصيًا لا آكل في هذا المكان.. لأنني أعرف كيف تدار الأمور خلف الكواليس".