تشهد السويد في الليلة الفاصلة بين السبت 29 مارس والأحد 30 مارس 2025، الانتقال إلى التوقيت الصيفي، حيث يتم تقديم الساعة 60 دقيقة في تمام الساعة الثانية فجراً. ويُعد هذا التغيير جزءاً من التنسيق الزمني الذي أقرّته المفوضية الأوروبية منذ عام 1996، والذي يفرض على جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي اعتماد نفس تواريخ الانتقال بين التوقيتين الصيفي والشتوي. خمس أيام للتأقلم وبحسب باحثين، فإن جسم الإنسان يحتاج إلى نحو خمسة أيام للتأقلم مع التوقيت الجديد. ففقدان ساعة من النوم قد لا يبدو كبيراً، لكنه يؤثر على الإيقاع الحيوي للإنسان، ويؤدي إلى اضطرابات مؤقتة في النوم والطاقة خلال النهار. متى ينتهي التوقيت الصيفي؟ يستمر العمل بالتوقيت الصيفي حتى آخر يوم أحد من شهر أكتوبر، حيث يتم الرجوع إلى التوقيت الشتوي (المعروف أيضاً بالتوقيت الطبيعي). وفي عام 2025، ستتم العودة إلى التوقيت الشتوي في الليلة بين السبت 25 أكتوبر والأحد 26 أكتوبر. لماذا بدأ العمل بالتوقيت الصيفي؟ تعود جذور التوقيت الصيفي إلى الحرب العالمية الأولى، حين أُقر بهدف تقليل استهلاك الطاقة عبر الاستفادة من ضوء النهار في ساعات العمل. وتعود أولى الإشارات للفكرة إلى عام 1784، عندما اقترح المخترع الأمريكي بنجامين فرانكلين تقليل استخدام الشموع من خلال الاستيقاظ مبكراً. وقد اعتمدت الدول الاسكندنافية التوقيت الصيفي في عام 1916، بينما تبنته معظم الدول الأوروبية في عام 1980. هل التوقيت الصيفي في طريقه إلى الزوال؟ في مارس 2019، صوّت البرلمان الأوروبي لصالح إلغاء العمل بالتوقيت الصيفي، واقترح أن يكون لكل دولة عضو في الاتحاد الحق في اختيار ما إذا كانت ترغب بالاستمرار فيه أو لا. وكان من المخطط تنفيذ القرار في عام 2021، إلا أن مجلس وزراء الاتحاد الأوروبي لم يصادق عليه بعد، بسبب تباين المواقف بين الدول الأعضاء. المؤيدون لإلغاء التوقيت الصيفي يعتبرون أن التطور في تقنيات توفير الطاقة جعل من الاستمرار في هذا النظام إجراءً غير فعّال. بينما يرى المعارضون أن الحفاظ على ضوء النهار لفترة أطول لا يزال يحمل فوائد اقتصادية ونفسية، خصوصاً خلال فصول الصيف. الآثار الصحية للتحول الزمني ورغم أن الجانب الاقتصادي يشكل محور الجدل، إلا أن تأثير التوقيت الصيفي على الصحة العامة يعد من أبرز الانتقادات الموجهة لهذا النظام. وتشير دراسات طبية إلى أن التغيير المفاجئ في الساعة يربك الساعة البيولوجية للجسم، ما يؤدي إلى أعراض مشابهة لتلك التي تظهر لدى الأشخاص الذين يعملون بنظام المناوبات. وبحسب عدد من الباحثين، فإن بعض الآثار السلبية تشمل: الشعور بالإرهاق والنعاس، خصوصاً لدى الفئات الشابة. زيادة في عدد الحوادث والإصابات الطارئة. ارتفاع في معدلات السكتات القلبية والدماغية. احتمال أعلى لفقدان الحمل لدى النساء الخاضعات للتلقيح الصناعي.