نداء ورشا، ابنة وأم شديدا اللطافة من أصل سوري. جاءت رشا إلى السويد في 2015، وأنجبت نداء في 2017، وتعيش اليوم في ستوكهولم. نداء (أو ندوش) لديها قناة على يوتيوب (Nedaa and Sam)، ورشا هي مساعدتها في هذه القناة. كان اللقاء مع رشا وندوش من أمتع اللقاءات التي أجريتها، وفيديوهات ندوش من أكثر الفيديوهات اللطيفة التي حضرتها لفتاة في عمرها، لتصبح ندوش جزء من القصص التي أحبّ أن أرويها في "أكتر" السويد.بعد أن انتهت من «نوبة الخجل الطفولي»، أخبرتني ندوش بصوتها الملائكي: «بدأنا القناة لأنّنا نريد أن نطبخ أكل صحي ومفيد، وأن نستمتع مع الناس». أكملت رشا عنها: «كانت تحب أن ترى نفسها على التلفزيون، ولهذا أرادت أن تبدأ قناتها الخاصة. وبعد التفكير ولأنني أدرك أنّ رغبات الأطفال التي لا يتمّ توجيهها تعني أن تجد طريقها خارج السيطرة، فبدأنا القناة أنا وندوش ليكون كلّ شيء تحت إشرافي أنا ووالدها».ندوش تستمتع بالفيديوهاتندوش تحبّ الدخول مع والدتها إلى المطبخ واللعب معها ومساعدتها، ولهذا كان المحور الرئيسي للقناة هو الطهي. وافقت على ماقالته والدتها التي أضافت: «تخبرني بما تحب أن تفعل في الفيديو، ونتناقش سوية في الصح والغلط لنصل إلى حلول عملية.. هذه هي الطريقة الوحيدة الصحيحة لنقوم بالأشياء، فإن لم نلبي لها رغباتها بشكل مضبوط قد نضطر للتعامل مع تلبيتها بطريقة ليست جيدة لها بالضرورة عندما تسمع من أصدقائها في المدارس أو ترى ما يحصل في التيك توك وغيره».الكونترول والحمايةخطر لي بأنّ رشا قد فكرت بشكل شامل بكيفية حماية ابنتها، ولهذا بدأت أسألها عن الأمر. كمثال: ماذا عن التعليقات المزعجة؟ تقول: «لا أحكيهم ولا أسمح بوصولهم إليها، لأننا نقوم بالأشياء من أجل أن تبقى ممتعة ومفيدة، ولا ننتظر من أحد أن يثني علينا»، وتضيف بشيء من الفخر: «الحمدلله رب العالمين، الثقة بالنفس لدى ندوش 100٪».ماذا عن الأوقات ومتطلبات التسجيل، كيف تضمن رشا ألّا تشعر ندوش بالضغط من أجل التسجيل بشكل أفضل؟ «لا أضغط عليها بأيّ شكل، ولا أقول لها ما عليها أن تقوله، ونصدر الفيديو بشكله الأساسي لتكون على طبيعتها». أضافت رشا وهي تضحك مع ندوش: «المرة الوحيدة التي اضطررنا لقصّ شيء من الفيديو عندما قالت بأنّها تحبّ طعامي أكثر من طعام جدتها.. كان الهدف هو الحفاظ على السلم العام فقط».أشارت الوالدة إلى أمر إضافي غاية في الأهمية: «نعلن دائماً بأنّ الأطفال لا يجب أن يقتربوا من الأدوات الحادة والمؤذية إذا لم يكن هناك إشراف من شخص بالغ».ليس الطبخ فقطتحب رشا أن تتعلم ابنتها عن أصلهاليس الطبخ هو الشيء الوحيد الذي يُعرض في قناة Nedaa and Sam فهناك نشاطات أخرى كالتلوين ومحاولة تعلّم الأحرف. لكن كما قالت رشا: «لا يمكنني وهي في هذه السنّ الصغيرة أن أرهقها في أشياء متعبة لها، ولهذا اتركها تعمل أشيائها التي تستطيع عليها مثل اللعب بالمعجون.. لكن لدينا مشاريع كثيرة عندما يمكنها ذلك، مثل تعلّم حروف اللغة العربية وغيرها».فجأة بدأت الوالدة والفتاة بالضحك معاً، لتذكرها ندوش بالمرة التي «أصبحت فيها ميك أب أرتيست ووضعت المكياج».تجربة الميك اب أرتيست لم تنجح مع ندوشلا تستبعد الوالدة تحوّل الفيديوهات في المستقبل إلى "عمل" تديره ندوش، ولكنّها ترفض اليوم أن تقبض أي أموال مقابل الدعايات وغيره، وتقول: «جميع العروض التي جاءتنا حتى اليوم هي لأشخاص ليسوا أغنياء وأوضاعهم عادية، وإذا ما أخذت أموالهم سأعتبرها بمثابة استغلال وهذه وجهة نظري. بعد أن تكبر ندوش يصبح هذا خيارها».ليست طاهية فقط بل فنانة أيضاًكانت نهاية الفيديو بإعلان ندوش (المرتبكة) بلهجة الطفلة السعيدة بأنّ أكثر الأكلات قرباً لقلبها هي: «السجق، لكنني لا أستطيع طهيها لأنني صغيرة... لهذا أحبّ أن أسجّل الفيديوهات لأنّ رشا تسمح لي بمساعدتها... وقد صنعنا الغزلة والبوظة».[READ_MORE]