تشهد الساحة العمالية في السويد تطورات ملفتة، حيث انخرطت عدة نقابات عمالية في الإضراب الذي بدأته نقابة العمال السويدية "IF Metall" ضد شركة "تسلا Tesla" الأمريكية منذ فترة، إذ يُعد هذا النزاع، الذي يوصف بأنه الأول من نوعه منذ التسعينات، بمثابة معركة حاسمة، بحسب تحليل الخبير يسبر هامارك Jesper Hamark.ويرى هامارك أن القضية تتجاوز حدود النزاع مع "تسلا" وتمس الأسس التي يقوم عليها النظام الجماعي للعقود والنموذج العمالي السويدي.ويشير هامارك إلى أن التدابير التضامنية المتخذة تمارس ضغوطاً ملحوظة على شركة "تسلا". من توقف تحميل السيارات في الموانئ إلى احتمالية تعطل خدمات صيانة محطات الشحن، بالإضافة إلى تعليق خدمات التنظيف وتسليم الطرود وإصلاح السيارات التالفة، معتقداً أن مثل هذه الإجراءات قد تؤدي في النهاية إلى شلل كامل لعمليات "تسلا" في السويد على المدى الطويل.ويرى هامارك، نظراً للأهمية الرمزية لهذا الصراع والتدابير المتخذة، أن على "تسلا" الاختيار بين التوقيع على عقد جماعي أو التخلي عن عملياتها في السويد.ختاماً، يعتقد هامارك أن النقابات ستنجح في هذه المواجهة، مؤكداً أنها معركة ضرورية يجب أن تُخاض لإرسال رسالة قوية. ويحذر من أن فوز "تسلا" قد يهدد النموذج العمالي السويدي، مما قد يؤدي إلى إضعاف دور العقود الجماعية واحتمال التحول نحو التشريعات على المدى الطويل.