وسط حزن عميق، تودّع عائلة نيلوفر دهبانه، 46 عاماً، التي غادرت الحياة تاركة وراءها ذكريات ملؤها العطاء والطيبة. ترفض عائلتها أن تُروى قصتها من زاوية الفاجعة، بل تريد تسليط الضوء على حياتها وما قدمته للآخرين. يقول ابنها:" «اكتبوا أنها كانت أروع إنسانة في العالم، لكنها لم تؤذِ أحداً قط. لا تكتبوا عن النهاية». مسيرة مليئة بالعطاء قبل 15 عاماً، وصلت نيلوفر إلى السويد برفقة أسرتها بحثاً عن مستقبل أفضل. منذ لحظاتها الأولى في البلاد، لم تتوانَ عن تقديم المساعدة، حتى وهي تناضل لتعلم اللغة السويدية. يقول ابنها البالغ من العمر 20 عاماً، الذي كان يخشى أحياناً أن تُستغل طيبتها المفرطة ويضيف «كانت تطوع في مختلف المنظمات، لم يكن يهمها سوى خدمة الآخرين». في السنوات الأخيرة، عملت نيلوفر كمساعدة تمريض في دار لرعاية المسنين، بالتزامن مع دراستها في مدرسة ريسبرسكا، حيث كانت على بُعد أشهر قليلة من تحقيق حلمها بالحصول على شهادة ممرضة. انتظار مرير ونهاية صادمة يوم الثلاثاء الماضي، غادرت نيلوفر منزلها في وسط أوربرو، ولم تعد. أفراد عائلتها حاولوا الاتصال بها مراراً دون جدوى، حتى توجهوا إلى المستشفى بحثاً عنها، لكن اسمها لم يكن بين المصابين. مرت أيام من القلق والترقب، حتى جاء الخبر الذي لم يكن أحد يريد سماعه. في منزل العائلة، يجلس زوجها وطفلاها في صمت، تحاصرهم الذكريات. كانت نيلوفر شعلة حياة لهم، وغيابها ترك فراغاً لا يمكن ملؤه. «لقد كانت إنسانة استثنائية، ذات قلب نقي، لن نرى مثلها مجدداً»، يقول ابنها بصوت متهدج.