هل تتأخر عن المواعيد بشكل دائم، ومهما حاولت أن تغيّر من الأمر لا تنجح؟ هل تأقلمت مع قيام شخص يهمك بالتأخر عن المواعيد لأنّك مهما حاولت فلم تنجح في تغييره؟ يبدو أنّك لستَ وحيداً في ذلك، ويبدو أنّ هناك سبب وراء عدم قدرتك على ضبط ساعتك وعدم التأخر عن المواعيد، وكذلك هناك محفزات وسمات شخصية تفرّقك عن البقية...قامت الكاتبة غريس بيسي بتخصيص كتاب بأكمله لمحاولة فهم هذه الظاهرة، وأطلقت على المتأخرين عن المواعيد – وهي منهم – اسم: «متمردي الوقت Timebender». ظاهرة المتأخرين كبيرة لدرجة أنّ استطلاع نشرته "YouGov Survey" الأمريكية منذ عدّة أعوام وجد بأنّ واحداً من كلّ خمسة أشخاص يتأخر عن العمل مرتين أسبوعياً على الأقل.تتأخر عن المواعيد؟ هذه سماتكتقول بيسي بأنّ المتأخرين عن المواعيد، أو متمردي الوقت، لديهم سمات مشتركة: يكرهون الروتين، ولا يحبون المهام التي تبدو مألوفة لهم، وقابليتهم للضجر مرتفعة.وتذكر بيسي أنّ متمردي الوقت يؤدون بشكل ممتاز عند تولي مهمة مثيرة لاهتمامهم، وقادرون على العمل بشكل فعال في المهام التي يكون وقت إنجازها قصير ولديها موعد تسليم نهائي.يمكن تمييزهم لأنّ مكاتبهم غير مرتبة، فهم يبدؤون المهام تلو الأخرى بسرعة كبيرة.غريس بيسي عن التأخر عن المواعيدتتأخر عن المواعيد؟ هذه ليست سماتكالكاتب الآخر الذي تناول المتأخرين عن المواعيد بشكل ممتاز هو ديفيد روبسون أثناء دراسته سلوك البشر وتصرفاتهم. وقد تحدّث عن أنّ السمات الرئيسية التي يفتقدها الذين يتأخرون عن المواعيد بشكل متكرر ودون علاج: هو التمتع بوعي يقظ، والبساطة، والقابلية على التأقلم، والانفتاح على الآخرين.فبرأي روبسون، هذه السمات مترابطة بشكل كبير مع قدرة الأشخاص على البقاء منظمين، والالتزام بجداول قبلوها ووضعوها لأنفسهم، ومن بينها الالتزام بالمواعيد.لكن تقول بيسي أنّ المتأخرين عن المواعيد – متمردي الوقت – يفهمون الزمن بشكل مختلف عن الملتزمين بالمواعيد. تشرح ذلك بالقول بأنّ المتأخرين عن المواعيد يمكن أن يضيعوا الزمن أثناء اهتمامهم بشيء واحد يحبونه، وبنفس الوقت قادرين على العمل بشكل فائق الفعالية إن كان لديهم موعد تسليم.لكنّ بيسي ليست وحدها من تتحدث عن هذه السمات، ففي دراسة أجريت عام 2016 في جامعة واشنطن، كانت النتائج مشابهة. فقد قاسوا قدرة المشاركين الذهنية على الإحساس بالوقت عبر اختبار له موعد تسليم، ومصمم كي يشتت القائمين عليه بشكل كبير بحيث يفقدون الإحساس بالزمن.ديفيد روبسون عن التأخر عن المواعيدتتأخر عن المواعيد.. لكن ليس جميع المواعيد؟المتأخرون عن المواعيد لا يتأخرون في الحقيقة عن جميع المواعيد، فغالبيتهم جيدون جداً في الالتزام بمواعيد وسائل النقل العامة، ومواعيد الخدمات مثل موعد مدرسة أطفالهم أو موعد العيادة، والمواعيد المشابهة.حاولت بيسي أن تشرح هذا الأمر فقالت: الذين يتأخرون عن المواعيد عادة جيدون في احترام المواعيد عندما يدركون بأنّ هناك عواقب كبيرة ناجمة عن عدم التزامهم. وأنّ هذا نفسه يجعل المواعيد الاجتماعية أقلّ أهمية، ويثير سخط الملتزمين بالوقت الذين نكون على موعد معهم.من الأشياء الغريبة التي تحدث في عقل الذين يتأخرون عن المواعيد هي أنّهم يعتادون الأمر ويتصرفون على أساسه. يقول روبسون أنّهم يعتادون الأمر ويفسرونه بأنّه شيء متأصل بهم – مثل شيء جيني – فيمتنعون عن محاولة تحسين سلوكهم.يمكن تغيير عدم الالتزام بالمواعيد والتأخر عنها بتطبيق آلية معاكسة ببساطة: وضع موعد نهائي وإيجاد بعض العواقب.