رغم ما يوصف بقوة شبكة الكهرباء في السويد، فإنها لا تملك مناعة تامة ضد حدوث انقطاع كهربائي واسع النطاق على غرار ما شهدته إسبانيا، بحسب تحذيرات صادرة عن «إريك إيك»، مدير العمليات الاستراتيجية في شركة «Svenska kraftnät». وشهدت إسبانيا وعدد من الدول المجاورة يوم الاثنين الماضي انقطاعاً واسعاً في التيار الكهربائي بدأ عند الساعة 12:33 ظهراً، مما أدى إلى شلل في شبكات الهواتف المحمولة، والمطارات، والنقل العام، وإشارات المرور، والمراكز التجارية. ذكرى سبتمبر 2003 في السويد آخر مرة شهدت فيها السويد انقطاعاً واسعاً للكهرباء تعود إلى سبتمبر 2003، عندما انقطعت الكهرباء عن 1.5 مليون شخص في جنوب البلاد، مما أدى إلى تعطل العديد من الخدمات الحيوية. يعود سبب ذلك الانقطاع إلى خلل في مفاعل «أوسكارشامن» الثالث، تلاه عطل في محطة تحويل قرب «فاربيري» بسبب الرياح القوية. أدى ذلك إلى فصل اثنين من مفاعلات «رينغهالس» عن شبكة الكهرباء الرئيسية، مما تسبب في انهيار النظام الكهربائي في جنوب السويد وأجزاء من الدنمارك. ويقول إريك إيك: «كانت هناك عدة أعطال متزامنة خلال فترة زمنية قصيرة، أكبر مما كان النظام مُصمماً لتحمله، وبالتالي حدث الانهيار». أدى ذلك الانقطاع إلى توقف حركة المرور على جسر أوريسند، وشل حركة القطارات في منطقة سكونه، فيما تحولت مستشفيات المنطقة إلى الاعتماد على مولدات الطوارئ، وتوقفت الصناعات عن العمل، كما تأثرت أجزاء من الدنمارك. ما الذي حدث في إسبانيا؟ حتى الآن، لم تُعرف الأسباب الدقيقة لانقطاع التيار الكهربائي في إسبانيا، إلا أن مدير شركة الكهرباء الإسبانية «ريد إليكتريكا»، إدواردو برييتو، صرح خلال مؤتمر صحفي أن «عدة أحداث وقعت خلال ثوانٍ معدودة». وأوضح أن انقطاعاً في التيار سُجل أولاً، ثم أعقبه انخفاض في الإنتاج، تلاه خلال 3.5 ثانية انقطاع في الربط الكهربائي بين إسبانيا وفرنسا، ما عزل شبه الجزيرة الإيبيرية عن شبكة الكهرباء الأوروبية. بعد ذلك، توقفت نسبة كبيرة من مصادر الطاقة المتجددة عن العمل، وهو ما أدى إلى انهيار المنظومة، بحسب ما نقلته وكالة بلومبرغ عن برييتو، الذي قال: «النظام لم يكن قادراً على استيعاب مثل هذا الاضطراب الكبير». أبدت شركة Svenska kraftnät السويدية اهتمامها بما حدث في إسبانيا. وقال إريك إيك: «سيكون من المثير للاهتمام معرفة نتائج تحليل الانقطاع. من غير المجدي التكهن، نحن ننتظر الحقائق». اقرأ أيضاً: تحذير رسمي لكل سكان أوروبا: 3 أيام بلا كهرباء أو خدمات أبرز حوادث انقطاع الكهرباء في السويد: سبتمبر 2003: انقطاع في شبكة الكهرباء جنوب البلاد يترك ملايين الأشخاص في السويد والدنمارك دون كهرباء. مايو 2002: حريق في نفق بمنطقة «أكالا» يحرم 50 ألف شخص من الكهرباء لأيام. يناير 2001: ثلوج كثيفة تسبب انقطاع الكهرباء عن 70 ألف مشترك في جنوب وغرب السويد. ديسمبر 1999: عاصفة تقتل ثلاثة أشخاص وتحطم قرابة 8 ملايين شجرة وتقطع الكهرباء عن 100 ألف شخص. نوفمبر 1995: عاصفة ثلجية تتسبب في انقطاع الكهرباء عن أكثر من 100 ألف شخص في منطقة يوتبوري. أغسطس 1992: آلاف العالقين في قطارات الأنفاق والمصاعد بعد انقطاع الكهرباء خلال مهرجان المياه في ستوكهولم. ديسمبر 1983: أكبر انقطاع كهربائي في تاريخ السويد بسبب حريق في محطة تحويل قرب «إنشوبينغ» يترك جنوب السويد وأجزاء من الشمال في الظلام خلال 30 ثانية.