في ظل الأوضاع الاقتصادية غير المستقرة، تبرز أهمية وجود مدخرات احتياطية لتغطية النفقات الطارئة. غير أن تقريراً حديثاً صادرًا عن هيئة الرقابة المالية السويدية (Finansinspektionen) يُظهر أن نصف السكان تقريبًا يفتقرون إلى هذا النوع من الادخار. وتقول الخبيرة الاقتصادية لحماية المستهلك لدى الهيئة، موآ لانغيماك، في تصريح لوسائل الإعلام: «الوضع مقلق، خاصة في هذه الأوقات. أسعار الفائدة مرتفعة، وضغط التكاليف كبير، لذا فإن غياب البَفر يمثل مشكلة حقيقية». وبحسب التقرير، فقد ارتفعت الثروات المالية للسكان بشكل ملحوظ خلال العقود الثلاثة الماضية، إذ تضاعفت ثماني مرات منذ عام 1996. ومع ذلك، فإن هذه الثروات موزعة بشكل غير عادل، حيث تشير البيانات إلى أن نسبة كبيرة من السويديين لا تملك مدخرات احتياطية كافية. كم ينبغي أن تدّخر؟ تشير التوصيات العامة إلى أن الاحتياطي المالي يجب أن يغطي النفقات الضرورية لمدة تتراوح بين شهرين إلى ثلاثة أشهر. وتوضح لانغيماك أن «النفقات الضرورية» لا تشمل النشاطات الترفيهية، بل تقتصر على الإيجار، الطعام، الفواتير الأساسية وما شابه. وتضيف: «الاحتياجات تختلف بين الأفراد. من يسكن بمفرده في شقة بالإيجار ليس عليه أن يدّخر بنفس حجم من يعيل عائلة في منزل». كما تؤكد لانغيماك أن هذه المدخرات ينبغي أن توضع في حساب توفير وليس في أسهم أو أدوات استثمارية: «سوق الأسهم يشهد تقلبات، ومن المهم أن تكون الأموال متاحة وآمنة عند الحاجة. الأفضل وضعها في حساب توفير بعائد مرتفع ويخضع لضمان الإيداع». خطوات لبناء مدخرات احتياطية قدّمت لانغيماك عدة نصائح لبناء احتياطي مالي: تحديد خطة ادخار واضحة، تشمل المبلغ المطلوب والفترة الزمنية لتحقيقه. تخصيص مبلغ شهري مناسب يمكن الالتزام به على المدى الطويل. عدم المبالغة في البداية لتجنب فقدان الدافع أو التأثر سلباً في نهاية الشهر. وشبّهت عملية الادخار بالتدريب الرياضي، قائلة: «من الشائع أن يبدأ المرء بحماس مفرط، ما قد يؤدي إلى الإجهاد أو الإحباط. من الأفضل أن تبدأ بمبلغ يناسبك وتستمر عليه». نصائح سريعة لبناء بَفر مالي: ضع خطة ادخار محددة. ادّخر مبلغاً شهرياً مناسباً. حافظ على وتيرة ادخار ثابتة ومعقولة.