في إطار جهود مدينة مالمو لتحسين البنية التحتية وزيادة الأمان في المناطق العامة، أعلنت لجنة الشؤون الفنية عن بدء مشروع إنارة جديد في محمية الجير في ليمهامن Limhamns kalkbrott، وهي محمية طبيعية ضمن شبكة ناتورا 2000 Natura الأوروبية. من المهم أن نعرف ما فوائد هذا المشروع على السكان، وعلى التوظيف في المدينة، وكيف سيتناسب مع استدامة الحياة البرية، لهذا تواصلتُ مع أندرياس شونستروم Andreas Schönström، عضو اللجنة الفنية في مدينة مالمو، لفهم الموضوع بشكل أعمق.خطّة مدروسةيأتي هذا المشروع في سياق توجه مالمو نحو التنمية الحضرية المستدامة، مع مراعاة القيم البيئية الفريدة لهذه المنطقة، التي كانت في الماضي مقلعاً كبيراً لاستخراج الحجر الجيري.عند الحديث عن كيفية حماية الحياة البرية والنظام البيئي للمحمية، أكد أندرياس شونستروم، عضو اللجنة الفنية، أن المشروع يعتمد على تقنية إضاءة موجهة لتقليل التأثيرات البيئية. قال شونستروم: «الإضاءة سيتم تركيبها بطريقة دقيقة، حيث نحرص على الحد من مستويات الضوء وضبط اتجاهه بحيث لا يتسبب في إزعاج الكائنات الحية في المنطقة. الحفاظ على الطبيعة هو من أولوياتنا في هذا المشروع». وهذا ما يعزز الالتزام باللوائح البيئية الخاصة بالمحمية.من المعروف أن Limhamns kalkbrott تعتبر موطناً لأنواع نادرة من الحيوانات والنباتات، مثل العلجوم الأخضر المنقط groddjur الذي يُدرج ضمن الأنواع المهددة بالانقراض. لذا فإن المشروع يركز على عدم إزعاج هذه الأنواع أو التأثير على نمط حياتها اليومي.السلامة والحفاظ على الطبيعةأحد أبرز أهداف هذا المشروع هو تحسين الأمان للمشاة حول المحمية. سيتم تركيب الإضاءة على طول مسار المشاة لتعزيز الرؤية، لكن سيتم ذلك بحذر شديد، حيث يوضح شونستروم: «الإضاءة ستقتصر على المناطق التي تحتاج إلى تعزيز الأمان، مع إبقاء مناطق أخرى مظلمة للحفاظ على البيئة الطبيعية». يعكس هذا التوجه فلسفة مالمو في التنمية المستدامة، حيث يتم الجمع بين تحسين السلامة العامة وحماية البيئة.أندرياس شونستروماستراتيجيات الاستدامة الحضريةمشروع الإضاءة حول Limhamns kalkbrott يتماشى مع أهداف مالمو الأوسع في مجال التنمية المستدامة. يشير شونستروم إلى أن المشروع يسعى إلى تشجيع سكان مالمو على ممارسة الأنشطة البدنية مثل المشي والجري في المنطقة المحيطة بالمحمية، مما يسهم في تحسين الصحة العامة للسكان. «الإضاءة الآمنة ستمكن الناس من استخدام المسار حتى في ساعات المساء، مما يزيد من النشاط البدني ويعزز الرفاهية العامة دون الإضرار بالبيئة الطبيعية».مبادرات مستقبلية مشابهةالمشروع ليس استثناءً في جهود مالمو لتعزيز البنية التحتية مع الحفاظ على البيئة. فقد أشار شونستروم إلى أن المدينة تدرس مبادرات مشابهة لتحسين السلامة في مناطق أخرى حساسة بيئياً: «الهدف دائماً هو إيجاد توازن بين تطوير الأماكن العامة وضمان الحفاظ على الطبيعة، خاصة في المناطق التي تتمتع بقيمة بيئية وثقافية عالية مثل Limhamns kalkbrott». هذا النهج يساهم في جعل مالمو مدينة رائدة في الاستدامة.