في ظل تنامي النقاشات حول مستقبل نظام الرفاه الاجتماعي في السويد، طفا الرقم 700,000 على سطح الأحاديث السياسية، وهو الذي يمثل عدد المهاجرين الذين يتلقون المساعدات الاجتماعية وفقاً لحزب المحافظين. ولكن، بحسب أحدث تقارير هيئة الإحصاء السويدية، فإن الواقع يبدو مختلفاً تماماً.وبحسب تحليل نُشر في صحيفة "Arbetet"، فإن الأرقام التفصيلية الصادرة عن هيئة الإحصاء تكشف الحقيقة وراء الرقم المثير للجدل، 700,000. ووفقاً للصحيفة، هناك 1.7 مليون شخص في السويد يعيشون بدخل منخفض، لا يتجاوز 18500 كرونة شهرياً، من بينهم 683 ألف مهاجر. والمدهش أن معظم هؤلاء لا يعتمدون على المساعدات الاجتماعية فحسب، بل يتواصلون مع سوق العمل على الرغم من ظروفه المتقلبة التي تضغط على أجورهم.في حين يعيش جزء كبير من هذه المجموعة بدون أي دخل، إلا أن معظم هؤلاء هم طلاب يعيشون مع عائلاتهم، أو ربات بيوت يتلقون الدعم من أسرهم وأقاربهم. في حين أن نسبة قليلة، تبلغ 5.6%، هم الذين يعتمدون على الدعم الاجتماعي كمصدر رئيسي للدخل، بينما 16% منهم يعتمدون على الدعم الخاص بالدراسة كمصدر رئيسي للدخل.وبحسب كريستيان لينديل Christian Lindell، الباحث في مجال سوق العمل، فإن الأشخاص ذوي الدخل المنخفض يعتمدون على مجموعة متنوعة من الوسائل لكسب العيش. ومع ذلك، يبدو أن هناك تحيزاً في الرؤية تجاه الأشخاص الذين يتلقون تعويضات بسبب المرض أو البطالة وأولئك الذين يتلقون تعويضات بسبب الإجازات الأمومة أو الدراسة. وعلى الجانب الآخر، يعتبر الباحث مارتين نوردين Martin Nordin أن التعميم على جميع الفئات هو طريقة لإظهار رقم كبير يمكن استخدامه في النقاشات السياسية والدعوة لتقليل الضرائب والمساعدات الاجتماعية.لقد انتشر الرقم 700,000 بفضل مجموعة مرتبطة بحزب المحافظين قبل الانتخابات الأخيرة، واعتمد الحزب الرقم خلال حملته، بينما نشرته العديد من المواقع والتقارير كرقم شبه رسمي. ولكن، كما تظهر التقارير الجديدة، الحقائق الأصلية قد تكون أكثر تعقيداً.