تشهد ورش عمل "تسلا Tesla" في السويد حالة من الإضراب المتصاعد، حيث ينادي العمال بتحسين ظروف العمل، وزيادة المزايا التقاعدية، وتعزيز الشعور بالأمان داخل أروقة الشركة. يقول جون، وهو أحد العمال المشاركين في الإضراب: "عندما يفشل أحد الموظفين بإنجاز مهمة ما، ينتهي به الأمر بالبكاء خارج مكتب المدير، وبعد ذلك لا نراه مجدداً".ولقد أثارت قضية الإضراب في شركة السيارات العملاقة اهتمام وسائل الإعلام العالمية، حيث قامت وسائل إعلام بارزة مثل "لو موند" الفرنسية، و"بلومبيرغ" و"ياهو نيوز" بتغطية الأحداث الجارية في الورش السويدية التابعة لـ "تسلا".وفي الوقت نفسه، يواصل العمال المضربون في السويد نضالهم اليومي، أحدهم جون، الذي تحدثت إليه صحيفة "أربيتت"، وشاركنا تجربته قائلاً: "لقد شعر الكثيرون منا بألم في المعدة وواجهوا صعوبة في النوم. الآن، بدأت الأمور تهدأ قليلاً بينما ننتظر الخطوة التالية"."واجهة مزيفة!"لقد انجذب جون، مثل العديد من زملائه، إلى "تسلا" بسبب قوة العلامة التجارية، والتكنولوجيا الجديدة، ومكانة إيلون ماسك كواحد من أشهر الأشخاص في العالم، حيث أردف قائلاً: "أردت تعلم التكنولوجيا وكنت مهتماً بوضع اسمهم على سيرتي الذاتية. وعندما ظهرت وظيفة شاغرة، رأيت فرصتي".ومع ذلك، يشير جون إلى أن الواقع داخل الشركة مختلف تماماً، فعبر عما يحدث قائلاً: "المظهر قد يكون جذاباً، لكن ثقافة العمل داخل الشركة شيء آخر تماماً. يُتوقع منك أن تعمل بجد وألا تطرح أسئلة. والذين يفعلون ذلك يختفون بسرعة. كما أن معدل دوران الموظفين مرتفع، والعمل الإضافي أمر شائع"."تغريدة واحدة من ماسك قد تغير كل شيء"كما وتحدث جون عن الأسباب التي دفعته للإضراب، مشيراً إلى أنه يتعلق بالأمان الوظيفي والحماية التي يوفرها العقد الجماعي والمخالفات التي تُرتكب، وكذلك الحق في التمثيل والوجود النقابي.وفيما يتعلق بالمسائل المالية، يشير جون إلى أن الإضراب له تأثير ملموس، حيث يخسر العمال حوالي 20,000 كرونة سويدية سنوياً بسبب عدم وجود عقد جماعي. ويضيف: "حسابات الشركة تعتمد كثيراً على أداء أسهم تسلا. لقد جنى العديد من الذين عملوا هنا لفترة طويلة الكثير من المال، واستطاعوا شراء منازل وسيارات. لكن كل شيء يعتمد على التوقعات. وتغريدة واحدة من إيلون ماسك يمكن أن تغير كل شيء".وفي النهاية، يعبر جون عن رغبته في الوقوف إلى جانب الحق، قائلاً: "أريد أن أكون قادراً على النظر إلى نفسي في المرآة خلال عشر سنوات وأقول إنني فعلت الشيء الصحيح".