أكدت وزيرة الخارجية السويدية ماريا مالمير ستينرغارد على أهمية مشاركة السويد وأوروبا في المفاوضات بشأن إحلال السلام في أوكرانيا، مشيرةً إلى أن تصريحات الولايات المتحدة الأخيرة أثارت قلقًا كبيرًا في أوروبا. ورغم انتقاداتها للرئيس الأمريكي ونائبه، شددت على أن الولايات المتحدة لا تزال حليفًا موثوقًا. تصريحات مثيرة للجدل من واشنطن أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا بتصريحات مثيرة للجدل وصف فيها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ"الديكتاتور"، وفتح الباب أمام احتمال عدم استعادة أوكرانيا للأراضي التي تحتلها روسيا، كما لمح إلى أن بلاده قد تأخذ الموارد الطبيعية الأوكرانية مقابل المساعدات السابقة. وردًا على ذلك، اعتبر وزير الخارجية السويدي الأسبق، يان إلياسون، أن هذه التصريحات تصب في مصلحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووصفها بأنها "أكبر تحول دراماتيكي" شهده على الإطلاق. وفي حديثها لبرنامج Nyhetsmorgon على قناة TV4، قالت وزيرة الخارجية الحالية ستينرغارد إن الأسبوع كان "مضطربًا للغاية"، مشيرة إلى خطاب نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس في مؤتمر ميونيخ، حيث زعم أن التهديد الحقيقي يأتي من داخل أوروبا وليس من روسيا، وهو ما وصفته الوزيرة بأنه "خطأ واضح". وأضافت: "لقد كان هناك رد فعل واسع في القاعة على تصريحاته، وكثيرون اعتبروها هجومًا على أوروبا". اقرأ أيضاً: كريسترسون.. الوقت حان لوحدة الصف في أوروبا تعزيز الأمن الأوروبي توجهت الوزيرة إلى بروكسل مساء اليوم لحضور اجتماع مع نظرائها الأوروبيين لمناقشة تداعيات هذه التصريحات. وأكدت أن الشعور السائد بين الدول الأوروبية هو ضرورة تعزيز الدفاعات والاستثمار أكثر في القدرات العسكرية، إلى جانب تقديم مزيد من الدعم لأوكرانيا لضمان تفاوضها من موقع قوة. كما شددت على أن أوروبا يجب أن تظل مستعدة لرفض أي مقترحات غير عادلة لإنهاء الحرب. اقرأ أيضاً: حملة ساخرة تدعو الدنمارك لشراء كاليفورنيا من ترامب السويد أكثر أمانًا رغم القلق رغم الجدل الدائر حول موقف الولايات المتحدة، أكدت ستينرغارد أن السويد أصبحت أكثر أمانًا بعد انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، قائلة: "أتفهم أن هناك قلقًا، لكن تقييمنا يؤكد أننا اليوم أكثر أمانًا بكثير مما كنا عليه قبل عام". وحول ما إذا كان الناتو قد يتأثر في حال انسحاب الولايات المتحدة، ردت الوزيرة: "هذا غير مطروح حاليًا، لم يصدر أي تصريح من الإدارة الأمريكية يشير إلى ذلك، بل على العكس، وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث صرح بأنه يريد تعزيز الحلف بشكل أكبر". أكدت الوزيرة أن مشاركة السويد وأوروبا في أي مفاوضات سلام مستقبلية أمر ضروري، قائلة: "ما سيحدث في المفاوضات سيحدد مستقبل أوروبا وأمنها. لذلك، من واجبنا ضمان ألا تؤدي أي تسوية إلى تمكين روسيا أو منحها الوقت لإعادة بناء قوتها".