فضوليّ حيال التخييم في البريّة؟
قد تكون ممّن قال أو سمع بواحدة من التصريحات التالية: «لطالما انتابني الفضول لأعرف ما يعنيه التخييم في البريّة. لم يكن هذا الأمر متاحاً لي في بلدي القديم»، أو «لديّ خبرة بسيطة في التخييم، ولكن الأمر في السويد مختلف» أو «أودّ لو أخرج إلى البريّة السويدية في الليل، لكن تنتابني بعض الخشية» ...الخ. ربّما عليك مرافقتنا لمعرفة مدى بساطة الأمر وجاذبيته.
آخر الأخبار
التخييم في البريّة هو أحد الطرق المذهلة للتواصل مع أمّنا الطبيعة، دون تكلّف وبشكل يسمح لها بالتأثير علينا وعلى حياتنا إيجاباً. علاوة على أنّ التخييم يناسب دخلي المنخفض ومحاولتي توفير بعض الأموال بعدم الذهاب إلى فندق. لا يمكنني الادعاء بأنني «خبير تخييم»، لكنني قادر على مشاركة بعض خبراتي البسيطة. كانت آخر رحلة تخييم لي في وسط السويد، في Jämtland، حيث استأجرت سيارة حزمت فيها كامل ما يمكن أن أحتاجه في رحلتي.
عندما تبدؤون التخييم ستقومون بحزم الكثير من الأغراض، والتي لن تحتاجوا إليها غالبها هناك، لكنّ هذا لا يُضر، فبعد عدّة رحلات ستكتشفون بأنّه كلّما تخلصتم من الأشياء واتحدتم بالطبيعة أكثر، سيغمركم شعور لا يمكن وصفه ولم تختبروه من قبل.
إيجاد الموقع المناسب
مثلما يبني المرء أساساً متيناً لكلّ شيء يُقدم على فعله، فالأساس في التخييم هو إيجاد الموقع المناسب، مع الأخذ بالاعتبار أنّك قد تقضي الليلة هناك.
بمجرّد وصولك إلى الوجهة التي ترغب بالتخييم فيها، ابدأ البحث عن موقع مناسب. وإن استغرقك الأمر بضع ساعات لإيجاد النقطة المناسبة، لا تهلع لأنّ الأمر طبيعي. مع أنّك قد تكون محظوظاً وتجد بمجرّد وصولك النقطة التي ترغب بالتخييم فيها.
لدى السويد أمرٌ فريد قد لا تحظى به في الكثير من البلدان حول العالم، إنّه «Allemansrätt»، أو ما يمكن ترجمته بشكل حرفي: حقّ الوصول العام. إنّه مفهوم جميل سأحكي لكم فحواه دون شك في مقالات قادمة، فما عليكم إلّا متابعة «أكتر» إن كنتم مهتمين. لكن باختصار، هذا الحق يعني بأنّك قادر على التجوال في أيّ مكان عام، ما لم يكن هناك قيود خاصة.
لا تفقد صبرك
قد يتعبك عدم إيجادك للموقع المناسب للتخييم، لكن عليك أن تتمتّع بالصبر أكثر، وخاصة أنّ جميعنا علينا في وقت ما أن نواجه هذه الصعوبة، خاصة إذا ما كنت من الذين يعتمدون على «خرائط غوغل» التي قد لا تكون موثوقة بالشكل الذي تعتقده.
ربّما الأكثر تخييباً للأمل هو وصولك إلى الموقع المناسب، لكن أن تجده مشغولاً. تحمّل الأمر وخذه (بروح رياضيّة).
وجود مصدر ماء قريب من موقع التخييم هو أمر يضفي المثالية على الموقع، ولا تظنّ بأنّه أمر نادر الحدوث. وإن كان الجوّ مناسباً، يمكنك السباحة في المياه، ثمّ الخروج وتجفيف نفسك على نار المخيّم وأنت تشرب بعض القهوة أو الكاكاو التي أعددتها لنفسك.
واعلم أنّه في حال عدم إيجادك لموقع مجاني مناسب، فلديك خيار التخييم ضمن مكان مأجور مخصص للخيم، وهو خيار معقول الثمن ومتوفر على طول السويد. لكن لا تنسى أن تحجز قبل أن تذهب. هذا الخيار سيكون مناسباً أيضاً في حال كنت ممّن يميلون إلى تقليل المخاطر والمفاجآت التي قد تواجهك في البريّة.
ما الذي عليّ أخذه معي؟
سأتحدث هنا عن الأساسيات:
- خيمة، واحرص على أن تكون من النوع الجيّد. إن كنتم 3 أشخاص، فاحرص أن تكون سعة الخيمة 4 أشخاص، فستحتاج مكاناً إضافياً لتخزين بعض الأشياء بكل تأكيد.
- أكياس النوم لا تقلّ أهميّة عن الخيمة، فبغضّ النظر عن الطقس أثناء تخييمك، ورغبتك في النوم خارجاً من عدمها، عليك أن تأخذ كيس نوم مناسب معك.
- متطلبات الطهو، مثل (بوتوغاز) قابل للنقل، مع قدورٍ للطهو وأوانٍ مناسبة يفضّل أن تكون ضدّ الكسر.
- عليك أن تحسب حساب الحشرات والقرّاد، ولهذا خذ معك بخاخاً للحشرات أو أيّ نوع آخر قد ينجيك من خطر تحويل سهرتك إلى كارثة.
- كراسي التخييم القابلة للطي هي بالتأكيد شيء مثالي للجلوس إلى جانب النار، أو تحت الشمس.
- احمل معك لوازم المرحاض البري، كأن تأخذ مجرفة تحفر الأرض فيها دون أن تترك وراءك ما يدايقك.
- مصدر ضوء يعمل على البطارية أمر شديد الأهميّة أيضا.
- أكياس قمامة.
- لا يجب أن يفوتك جلب مستوعب مائي قابل للتعبئة (غالون كمثال).
أرجوك، تذكّر بأن تترك الموقع كما جئت إليه، بحيث لا يدلّ على وجودك إلّا آثار رماد النيران التي أشعلتها. أتمنى لكم رحلة تخييم سعيدة، وأن تترك التجربة أفضل الآثار على نفسيتكم.