سياسة

ارتباطات الإرهاب مع السويد

ارتباطات الإرهاب مع السويد image

Ahmad Alkhudary

أخر تحديث

Aa

ارتباطات الإرهاب مع السويد

Photo: Claudio Bresciani/TT

حول الإرهابيين السويديين في سورية وازدواجية المواقف السويدية

منصة أكترـ أخبار السويد

لقد طفى على السطح خلال فترة سابقة غضب وطني سويدي تجاه 300 جهادي إرهابي سويدي تواجدوا في سورية والعراق، ولكن لا أحد يريد لفت الانتباه إلى حقيقةِ أنهم قد قاتلوا جنباً إلى جنب مع الجماعات التي تلقت دعماً ومساعدات أجنبية من السويد نفسها!

الخبر الفاقع

حينما سيطرت قوات سورية الديمقراطية بقيادة الأكراد على مدينة الباغوز الصغيرة في 23 آذار/مارس 2019، سقط آخر معقل لـ "داعش" في سورية، وهي المدينة الواقعة شرقي نهر الفرات في سورية وكانت قد أعلنتها الولايات المتحدة بشكل غير قانوني على أنها "منطقة محظورة" على الجيش السوري.

من بين الأسرى الذين تمت محاصرتهم كان هناك العديد من مقاتلي داعش السويديين، مع زوجاتهم وأطفالهم، وأدى الخبر إلى قيام منافسة في السياسيين ووسائل الإعلام السويدية حول اقتراح أعلى وأقسى عقوبة ممكنة بحقهم... يجب بالطبع محاكمة كل من ارتكب جرائم في سورية والعراق على أفعالهم، من قتل واغتصاب وجرائم أخرى عديدة بصرف النظر عن أماكن وقوعها.

ولكن رغم كل ذلك فقد بدت كل هذه الدعوات والاقتراحات نفاقاً وكذباً، ولماذا قد صمت هؤلاء كل تلك السنوات السابقة قبل أن يصدر خبراً بذلك، رغم أن هذه الظاهرة كانت معروفة تماماً لهم؟ ولماذا يجري السكوت وتجاهل حقيقة أن هؤلاء الإرهابيين السويديين قد قاتلوا جنباً إلى جنب مع مجموعات مسلحة مدعومة من السويد؟

مدينة الباغوز

تحذيرات وتفصيلات معروقة مسبقاً

ففي نيسان/أبريل من عام 2013، أي قبل 6 سنوات من هذه الأحاديث الصاخبة حول مقاتلي داعش السويديين، أجريت مقابلة مع آغنيس مريم، إحدى العاملات في محافظة حمص من سورية، حيث انتقدت بشدة العالم الغربي الذي شجع الانتفاضة، حيث كانت تعرف جيداً بوجود مقاتلين من دول أجنبية وجرائمهم، حتى أنها حذرت قائلة: "هل تعلم أن هناك كتيبة من السويديين بين المتمردين؟" وتابعت "كما أن هناك كتيبة من فرنسا، وواحد من بلجيكا ومن دول أخرى عديدة، برأيكم ما الذي سيجري حينما يغادرون سورية ويعودون إلى بلادهم؟ هل سيكونون قادرين على أن يكونوا مواطنين طبيعيين وأن يعودوا إلى حياتهم القديمة؟"

وقد جاء تحذير مشابه من بشار سعيد، المترجم من دمشق، في عام 2013 حينما تعرضت الأجزاء التي تسيطر عليها الحكومة لهجمات دامية ضد المدنيين، فيقول: "يجري دعم هؤلاء المسمون (مقاتلون من أجل الديمقراطية) من قبل المخابرات الغربية منذ حرب أفغانستان في عام 1979، حيث جرى استخدامهم ضد الحكومات والأشخاص الذين يتمردون عليهم، ولكن على أي حال فالأفعى ستعضّ من يطعمها"

ومع العديد والكثير من الاحداث والشواهد الأخرى، فقد كانت حقيقة تواجد سويديين في سورية والمشاركة في المعارك إلى جانب المعارضة السورية قد كانت معروفة بالفعل منذ خريف عام 2012.

كتيبة من السويديين بين المتمردين

وضوح شديد

في شهر تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2012 قامت جماعة تطلق على نفسها اسم "المجاهدين السويديين في الشام" بنشر مقطع فيديو على منصة اليوتيوب بهدف تجنيد الناس، وقد تحدثوا خلاله باللغة السويدية داعين المسلمين السويديين إلى السفر إلى سورية، وقالوا إن المشاركة في المعركة ضد النظام السوري هو نداء وواجب ديني.

وقد ذكرت وكالة الأنباء السويدية TT نفسها بالفعل بتاريخ 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2012 بأن جهاز الأمن السويدي (سابو – Sapo) كان قلقاً بشأن المسافرين السويدييين إلى سورية لأنهم قد يرتكبون جرائم حرب في سورية، أو حتى بهجمات في السويد.

مقابلة رسمية مع أحد المرتبطين

وفي اليوم التالي، بـ 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2012، أجرت قناة TV4 السويدية خلال برنامج إخباري مقابلة مع السويدي السوري ياسر السيد عيسى بخصوص "المجاهدين السويديين في الشام"، وقد قال حينها أن "هذه نتيجة طبيعية للغاية فيما يخص غياب دور العالم الخارجي باتخاذ إجراءات ومساعدة أولئك الذين يعانون في سورية، إن الصراع السوري مستمر منذ ما يقرب العامين ... وخلال هذه المدة لم نشهد أي محاولات جادة للتدخل ومساعدة المتضررين من الصراع، ولذلك من الطبيعي أن يقرر الناس الذهاب بمفردهم إلى سورية والقيام بما يعتقدون أنه مناسب والذي قد يكون خوض المعارك".

وتابع: "أنا شخصياً أعرف شعور أن يجلس المرء بعيداً ويشاهد التطورات في سورية، وتنمو لديه الرغبة في المساعدة بعد أن ترى كيف خذلك العالم، وأنا شخصياً قررت الذهاب إلى هناك للمساعدة ولكن ربما ليس للقتال ضد الأسد"

السويدي السوري ياسر السيد عيسى ب

وقد سأله المراسل عما إذا كان ينبغي اعتبار الرحلات إلى سورية نوعاً من الاحتجاج على تغيب دور العالم الخارجي، فأجاب ياسر السيد عيسى قائلاً: "لو استجاب العالم الخارجي بشكل مبكر، فلا أعتقد أننا كنا سنرى تطور مثل هذه الأمور حيث يقوم الأفراد من مختلف الأماكن إلى سورية لمساعدة الناس الذين يعانون هناك ... أعتقد أن الكثير ممن هم غاضبون ومحبطون بسبب كيفية تعامل مع العالم مع الصراع السوري، إضافة إلى المشاهدات اليومية لكيفية قيام نظام الأسد بإنهاء حياة العشرات كل يوم في كل مكان من سورية".

وأخيراً أوضح ياسر السيد عيسى حينها عن قناعته بأن الأسد في طريقه للإطاحة به وأعرب عن أمله بذلك قائلاً "في غضون شهرين، وربما قد يستغرق الأمر حتى الصيف".

 الملف أنه لم يذكر على شاشة التلفزيون السويدي بأن ياسر السيد عيسى كان ينتمي إلى عائلة لها صلات وارتباطات بجماعة الإخوان المسلمين، وهي إحدى الجماعات التي بادرت بقيام الصراع المسلّح.

فقد انتقل والده، طريف السيد عيسى، في وقتٍ لاحق بعد المقابلة من السويد إلى إدلب والانضمام إلى مجموعة مسلحة تعمل تحت غطاء "جبهة النصرة" وآخرين، وعندا قُتل بانفجار سيارة مفخخة في عام 2018 أشادت به جماعة الإخوان المسلمين باعتباره شهيداً، وفقاً لصحيفة Expressen السويدية.

وتعكس هذه المقابلة على قناة TV4التناقض داخل السويد والدول الغربية الأخرى خلال عام 2012 وما يليه، ففي ذلك الوقت كان يمكن للمرء أن يظهر على شاشات التلفزيون والتحدث بشكل إيجابي عن المقاتلين الإرهابيين فيو سورية دون أن يتعرض لأية أسئلة انتقادية.

وقد تبنت وسائل الإعلام السردية القائلة بأن نظام الأسد هو الجانب الشرير، وبناء عليه فإن كل الذين يقاتلون ضده ينتمون إلى الجانب الصالح!

لكن لو تحدثت وسائل الإعلام هذه مع بضع ملايين السوريين الذين كانوا ضحايا اعتداءات هذه الجماعات المسلحة وإرهابها لتكوّن لديها صورة مختلفة عن الواقع.

طريف السيد عيسى

معلومات رسمية سويدية

وفقاً لجهاز الأمن السويدي Sapo، فقد بدأ تدفق المسافرين من السويد إلى التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق بوقتٍ مبكر، وقد سافر ما مجموعه حوالي 300 شخص إلى هناك من عام 2012 وحتى 2019، وعندما بدأت داعش تفقد سيطرتها منذ نهاية 2015 لوحظ انخفاضاً كبيراً بعدد المسافرين.

وقد نشر الباحث السويدي في مسائل الإرهاب من جامعة الدفاع السويدية، بالتعاون مع لينوس جوستافسون، تقريراً في شهر حزيران/يونيو من عام 2018 بعنوان "المقاتلون الأجانب السويديين في سورية والعراق" وقد درسوا ضمنه بيانات موثقة حول 267 من المسافرين الإرهابيين السويديين الذي يعرفهم Sapo:

لقد سافر نصفهم (136 شخص) إلى المنطقة بين عامي 2012 و2013، وقد كان ذلك قبل أن تقيم داعش خلافتها وقبل أن تكون نقطة جذب للمقاتلين أساساً، وخلال هذه الفترة قامت وسائل الإعلام السويدية بوصف هؤلاء بأنهم يريدون مساعدة الشعب السوري!

ووفقاً للتقرير، فقد كان 80% من الـ 267 سويدياً مرتبطون بداعش! حيث قاتل بعض هؤلاء بدايةً مع مجموعات أخرى تحت غطاء "الجيش السوري الحر" أو جماعة القاعدة الإرهابية "جبهة النصرة"، ووفقاً للتقرير نفسه أيضاً، فقد كان حوالي 30% من هؤلاء جزءاً من جبهة النصرة.

وبهذا المعنى والشكل، يجري اختيار الجملة الشائعة "مقاتلو داعش السويديين" بشكل لا مبالي، وهو يخفي حقيقة أن الكثير من المواطنين السويديين في سورية والعراق قد قاتلوا وارتكبوا جرائم كبيرة وكثيرة أثناء وجودهم في منظمات أخرى غير داعش، وسبقتها قبل قيامها أساسا، والعديد منها مدعومٌ من السويد نفسها.

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - سياسة

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©