أخبار السويد

الإضرابات ودور النقابات وحقوق العمال: كل ما تحتاج معرفته عن إضراب تسلا في السويد وتأُثيره على نشاطات الشركة العملاقة في البلاد

الإضرابات ودور النقابات وحقوق العمال: كل ما تحتاج معرفته عن إضراب تسلا في السويد وتأُثيره على نشاطات الشركة العملاقة في البلاد image

دعاء حسيّان

أخر تحديث

Aa

تسلا في السويد

في يوم الثلاثاء الـ 17 من أكتوبر/تشرين الأول، أعلنت نقابة IF Metall السويدية عن إضراب شامل في ورش عمل شركة تسلا العملاقة المنتشرة في السويد، لا سيما تلك المتواجدة في يوتوبوري، والتي تضم حوالي 30 موظفاً. وقد صرح كارل-هنريك روسبرغ، المسؤول في النقابة، أن الإضراب يهدف للحصول على اتفاقية جماعية للعاملين، بعد فشل محاولات النقابة لأكثر من خمس سنوات في إقناع تسلا بذلك. وقد تقرر بدء الإضراب في 27 أكتوبر/تشرين الأول، مع تعويض الأعضاء المضربين بمبالغ تتناسب مع رواتبهم.

تصعيد الإضراب وموقف تسلا

أعلنت النقابة أن الإضراب سيتوسع ليشمل حوالي 130 موظفاً في سبعة مواقع مختلفة، في الـ 27 من أكتوبر/ تشرين الثاني، مطالبة بتوقيع تسلا على اتفاقية جماعية لضمان حصول عمال الورش على شروط عمل مماثلة لتلك المتبعة في الصناعة. وهو ما رفضته الشركة مبررة ذلك بسياستها العالمية وعدم توافق الاتفاقيات الجماعية مع نموذجها العملي. 

تجدر الإشارة إلى أن هذا الإضراب أدى إلى تأخير في خدمات الصيانة والإصلاح لسيارات الشركة، وكذلك في تسجيل السيارات الجديدة. وعلى الرغم من احتدام النزاع، إلا أنه لم يتم العمل على البدء بمفاوضات مخططة بين تسلا و النقابة، في وقت كانت تصر الأخيرة فيه على استمرار الإضراب حتى تحقيق مطلبها. 

FotoJohan Nilsson/TT
تصاعد الإضراب ورفض تقل سيارات تيسلا

تعقيدات في وُرش تسلا في يوتوبوري 

على إثر انضمامها للإضراب، تواجه ورش العمل في يوتوبوري تحديات كبيرة، تتضمن تعطيل الخدمات والإصلاح والصيانة لمالكي سيارات تسلا. ويُذكر أن 17 شركة في البلاد، بما في ذلك ورشة ومحطة نقل في يوتوبوري، قامت بالانضمام إلى الإضراب، ما أدى إلى توقف الأعمال المتعلقة بسيارات تسلا في 15 موقعاً في السويد. 

هذا وامتنعت الشركات المعنية عن التعليق على الوضع، فيما كان يتوقع عقد مفاوضات بين تسلا واتحاد IF Metall في 6 نوفمبر/ تشرين الثاني. 

تحديات سوق العمل السويدي وأهمية النقابات

وضع الإضراب سوق العمل في السويد وجهاً لوجه مع تحديات غير معتادة، خاصة في شركات التكنولوجيا مثل تسلا، كلارنا، وسبوتيفاي، في ظل تراجع التنظيم النقابي. وفي هذا الإطار، أشار طالب الدكتوراه في التاريخ الاقتصادي، بونتوس بلومي، إلى أن جفاف التمويل في قطاع التكنولوجيا وارتفاع سعر الفائدة هما السبب وراء تصاعد النزاعات، وأكد على ضرورة وجود تنظيم نقابي لحماية حقوق الموظفين والتعامل مع التحديات الجديدة في سوق العمل.

FotoJohan Nilsson/TT
ممثلون عن نقابة العمال في ميناء مالمو

تصعيد الإضرابات ضد تسلا في السويد

نتيجة لإضراب النقابة، تواجه تسلا خطر حظر نقل سياراتها داخل السويد. ويُذكر أن اتحاد النقل قام بإعلان إجراءات تضامنية تشمل حظر تحميل وتفريغ سيارات تسلا في كافة الموانئ السويدية. وهو ما ردت عليه تسلا بتأكيد التزامها بقوانين سوق العمل السويدية، مشيرة إلى أنها توفر بالفعل شروط عمل مكافئة أو أفضل من تلك المشمولة بالاتفاقيات الجماعية.

يُذكر أنه على الرغم من الإضراب الذي نفذه اتحاد IF Metall ضد تسلا، إلا أن ورشة العمل التابعة للشركة تستمر في العمل بكفاءة كاملة، دون تأثر واضح بالإضراب. ورغم توقف العمل في مواقع عديدة في بالسويد، إلا أن الشركة تعمل كالمعتاد.  

FotoJohan Nilsson/TT
تضامن عمال الموانئ في السويد مع عمال تسلا

تصاعد النزاع بين تسلا والنقابات العمالية

في سياق متصل، أعلنت نقابة موظفي الخدمة المدنية، ST، عن فرض حظر تسليم البريد إلى تسلا كإجراء تضامني مع IF Metall، يهدف للضغط على الشركة للامتثال للقوانين والاتفاقيات الجماعية السويدية. ويأتي هذا الحظر في إطار نزاع متصاعد يُعتبر حاسماً للنموذج السويدي للاتفاقات الجماعية. ومن جهته، أعرب توبياس بودين، الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي، عن دعمه للإضراب مؤكداً أهمية التزام الشركات الأجنبية بالقوانين والاتفاقيات السويدية.

هذا وكان قد وجهت نقابة  IF Metallاتهامات لـ تسلا بكسر الإضراب بعد استبدالها الموظفين المضربين بآخرين لضمان استمرار العمل. وهو ما أكد  توبياس بودين، بأنه يتعارض مع النموذج السويدي الذي يدعم حق العمال في التفاوض والإضراب. 

تصاعد النزاع بين تسلا والنقابات العمالية
Foto Johan Nilsson/TT

استمرار استيراد سيارات تسلا رغم الحظر

رغم الحظر المفروض على تحميل وتفريغ سيارات تسلا في الموانئ السويدية، واصلت الشركة استيراد سياراتها إلى البلاد. وتم رصد شاحنات محملة بسيارات تسلا الجديدة في عدة مواقع بالسويد، ما يشير إلى تجاوز تسلا للقيود المفروضة. وفي هذا الصدد، أشارت المتحدثة باسم نقابة عمال النقل، إلين لورنبو، إلى أن النقابة قد تتخذ إجراءات إضافية لتعزيز فعالية الحظر في المستقبل. 

تيسلا في السويد

تجدر الإشارة إلى أن عمل تسلا في السويد يتمثل في تحقيق مستقبل مستدام يعتمد على الطاقة الشمسية والبطاريات والمركبات الكهربائية. كما تهدف إلى تصميم أنظمة مستدامة يمكن توسيعها بشكل كبير لتحقيق أقصى فائدة بيئية ممكنة. 

تُعتبر مركبات تسلا من أكثر المركبات أماناً في العالم، إذ تهدف الشركة لجعل تجربة القيادة ممتعة قدر الإمكان عن طريق إضافة ميزات تزيد من متعة الركوب في سياراتها، مثل الألعاب والأفلام. كما تهدف إلى تحقيق تحول كبير للبشرية بعيداً عن استخدام الوقود الأحفوري. 

تجدر الإشارة إلى أن الشركة تتخذ من ولاية تكساس الأمريكية مقراً لها وتدير ست مصانع متكاملة عمودياً على ثلاث قارات. وتعمل فرقها المكونة من أكثر من 100.000 موظف على تصميم وبناء وبيع وخدمة منتجاتها داخل الشركة.

من الجدير بالذكر أن تسلا لا تملك مصنع تصنيع لها في السويد، ولكن يتم صيانة سياراتها الكهربائية في ورش عمل متعددة في البلاد، تضم أكثر من 130 فني تابعين لنقابة IF Metall السويدية. 

FotoJessica Gow/TT
تيسلا في السويد

كيف تجري الإضرابات في السويد

في السويد، يُسمح بالإضراب في ثلاث حالات: عند تجديد اتفاقية التفاوض الجماعي، أو عند التفاوض على اتفاقية جماعية جديدة، أو الإضراب تضامناً مع نقابة أخرى. أما أي إضراب آخر فيعتبر غير قانوني. ويمكن لصاحب العمل أيضاً استخدام إجراءات نزاعية مثل الإغلاق الجماعي. وتجدر الإشارة إلى أن حق العمال في الإضراب محمي دستورياً، وصاحب العمل ليس لديه الحق في التحقق من عضويتهم في النقابة أو خططهم للإضراب.

 حقوق العمال وأصحاب العمل

يحق لأرباب العمل مواجهة الإضرابات عن طريق اتخاذ إجراءات تصاعدية مثل الإغلاق الجماعي، وهو إجراء يمنع العمال من دخول مكان العمل، وإيقاف دفع رواتبهم. 

وبالنسبة للعمال، فإذا كانوا أعضاءً في النقابة وتم توجيه دعوة للإضراب من قبل النقابة، فيتوقع منهم الامتثال لها. ورغم أنه لا يجب رسمياً على العمال الامتثال لدعوة الإضراب، إلا أن ذلك قد يتعارض مع شروط عضويتهم في النقابة ويمكن أن يؤدي إلى طردهم منها. ويجب مراعاة أن العودة إلى عضوية النقابة في المستقبل قد يكون صعباً في حالة الطرد منها بسبب انتهاك الإضراب. 

تجدر الإشارة إلى أنه عند المشاركة في إضراب كامل، لا يتم دفع الراتب من مكان العمل، بل يحصل العمال المضربين على تعويض الإضراب من النقابة إذا كانوا أعضاءً، وقاموا بتسديد رسوم العضوية قبل بدء الإضراب، حيث يتم صرف هذا التعويض دون خصم للضرائب. أما إذا لم يكن العامل عضواً في النقابة وشارك في الإضراب، فلن يتم معاقبته من قبل صاحب العمل، لكنه لن يحصل على راتب من مكان العمل أو تعويض من النقابة.

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©