تخلت عنه أمه طفلاً وعمل حداداً…تعرف على سيرة رئيس الوزراء السويدي

أكتر - أخبار السويد

ترك إعلان رئيس الوزراء السويدي، ستيفان لوفين، استقالته من جميع مناصبه الحكومية والحزبية في شهر نوفمبر المقبل الكثير من الأسئلة عن تفاصيل حياة السياسي الذي أمضى قرابة الأعوام الـ45 في العمل السياسي والنقابي. 

الولادة والنشأة غير المألوفة

ولد لوفين في 11 يوليو 1957 في حي أسبودين في العاصمة السويدية ستوكهولم، حيث توفي والده قبل ولادته، وتخلت عنه والدته إثر ذلك، ليوضع في دار للأيتام قبل أن تبادر عائلة لاحتضانه ورعايته خلال فترات طفولته ومراهقته، حيث جرى الاتفاق بين والدته والعائلة التي احتضنته على أن يعود إلى والدته عندما تكون قادرة على ذلك، لكن ذلك لم يحدث.

على هذه الأرضية، نشأ لوفين متأثراً بوالده بالتبني، توري ميلاندر، الذي كان حطاباً وعامل مصنع، بينما عملت والدته بالتبني، إيريس ميلاندر، كمدبرة منزل. ودرس الثانوية في مدرسة Sollefteå وعمل في العدد من المهن خلال ذلك الوقت كقص الأعشاب وفرز الأخشاب.
 

وبعد أن أنهى خدمته العسكرية الإلزامية، كمجند متخصص في أنظمة الذخائر في سلاح الجو السويدي، بدأ لوفين حياته المهنية في عام 1978 كعامل حدادة. حيث تم اختياره سريعاً كممثل نقابي للمجموعة التي تعمل معه، واستمر في تولي المناصب النقابية المتتالية إلى أن انتخب نائباً لرئيس نقابة عمال المعادن في عام 2005، ليصار بعدها إلى انتخابه كأول رئيس للنقابة العمالية المشكلة حديثاً IF Metall.

لوفين السياسي

منذ أن كان في الثالثة عشرة من عمره، نال لوفين عضوية الحزب الاشتراكي الديمقراطي، حيث نشط بشكلٍ ملموس في رابطة الشباب خلال سنوات مراهقته، وتدرج في مناصب الحزب إلى أن تم انتخابه في عضوية المجلس المركزي للحزب الاشتراكي الديمقراطي في عام 2006.

في عام 2012، رشح المجلس التنفيذي لوفين ليصبح الرئيس الجديد للحزب، حيث قاد حزبه خلال انتخابات البرلمان الأوروبي لعام 2014 عندما احتفظ الاشتراكيون الديمقراطيون بمركزهم كأكبر حزب سويدي في البرلمان الأوروبي. ليلحق ذلك وصول لوفين إلى منصب رئيس وزراء السويد في الثالث من أكتوبر العام 2014.

2021: عام الاستقالة

في خطابه الصيفي في 22 أغسطس 2021، أعلن لوفين أنه لن يسعى لإعادة انتخابه كرئيس للحزب في مؤتمر الحزب الديمقراطي الاجتماعي في نوفمبر 2021، وأنه سيستقيل من منصب رئيس الوزراء عند انتخاب خليفته. ومن المتوقع أن تخلفه وزيرة المالية ماجدالينا أندرسون التي ستخوض بدورها الانتخابات العامة لعام 2022.

ومنذ إعلانه قرار الاستقالة، تعددت ردود الفعل من جانب القوى السياسية الرئيسية في البلاد على خطوة لوفين، تأييداً ورفضاً على حد سواء.  وبهذا الصدد، قدّم نائب رئيس الوزراء، والمتحدث باسم «حزب البيئة»، بير لوند، شكره لوفين على سنوات حكمه وقيادته للبلاد. قائلاً: «شكراً لك ستيفان على القيادة القوية والتعاون الجيد جداً لسنوات عديدة! معاً، قدنا أول حكومة للسويد ذات اللونين الأحمر والأخضر واتخذنا خطوات رئيسية نحو الهدف المتمثل في أن تصبح السويد أول دولة رعاية اجتماعية خالية من الوقود الأحفوري في العالم. هذا العمل مستمر».

بدوره، هاجم زعيم حزب «ديمقراطيو السويد»، جيمي أوكيسون، لوفين بعد قرار الاستقالة، وأكد عبر «تويتر» أن «عهد ستيفان لوفين حلقة مظلمة في تاريخ السويد المعاصر... وشهد الكثير من الجرائم الخطيرة بالإضافة إلى الهجرة الجماعية الكبيرة للسويد علاوة على العديد من الأزمات الاجتماعية ومشاكل بالطاقة بالبلاد».

إلى ذلك، عبرت زعيمة حزب الوسط، آني لوف، أنه كانت هنالك ثقة بينها وبين لوفين مؤكدة أنها ولوفين كانا قد خاضا العديد من المناقشات الصعبة والمفاوضات الطويلة، ولكنهما أجريا أيضاً نقاشات دافئة حول السياسة والمجتمع. كما قالت في تغريدة لها على تويتر: «شكراً جزيلاً لكم على جهودكم كرئيس للوزراء وعلى المحادثات والمفاوضات والمناقشات التي أجريناها على مر السنين! لقد كانت شخصيتك وقيادتك الحساسة أمراً حاسماً لأنه كان لدينا تعاون جيد ومحترم».