دليل أكتر

تعليقات على صفحة أكتر: السوسيال بعبع ومافيا أم بطل خارق ينقذ الأطفال؟

Aa

تعليقات على صفحة أكتر: السوسيال بعبع ومافيا أم بطل خارق ينقذ الأطفال؟

خاص أكتر - أخبار السويد 

ربما تكون "دائرة الخدمات الاجتماعية" (السوسيال) أكثر الجهات الحكومية في السويد شهرةً وإثارة للجدل في أوساط الجالية العربية، وكذلك فممارساتها والقرارات
 التي تتخذها تشكل موضوعاً دسماً لوسائل الإعلام التقليدية وقنوات الإعلام الإلكتروني والمنصّات الإخبارية المختلفة. هذا اللغط المثار حولها والاهتمام الشعبي والإعلامي المستمر بها دفعنا للتساؤل عن الصورة الذهنية التي تشكلها الجالية العربية عن هذه المؤسسة. ولذلك طرحنا على منصاتنا المختلفة في مواقع التواصل الاجتماعي السؤال التالي: "ما هي أول كلمة تخطر على بالك عند سماع كلمة السوسيال"، لتأتينا مئات الإجابات المفاجئة والغاضبة. والجدير بالذكر هنا أن "أكتر" ستلتزم الأمانة باستعراض الإجابات الأكثر تكراراً دون أن تتبنى أياً منها. 

المافيا وتجارة الأطفال تتصدر قائمة الإجابات

إذا ما أجرينا إحصاءً لأكثر الكلمات تكراراً بين الإجابات التي وردتنا سنرى أن الكثير من المشاركين في استطلاعنا وصفوا السوسيال بـ "المافيا" واتهموها بـ "الاتجار بالأطفال". ويمكن ملاحظة تكرار الكثير من المرادفات التي تتحدث عن "خطف" أو "سرقة" الأطفال أو اتهام السوسيال بأنها تمارس هذه الأفعال بترخيص من الشرطة ومؤسسات الدولة السويدية التي تكسبها الشرعية.  

فيما اختار أحدهم تشبيه السوسيال بـ "كابوس العائلات المهاجرة" واتهم آخرون السوسيال بأنها تساهم في "تفكيك" أو "تشريد" أفراد الأسرة. 

في حين اختار آخرون صوراً أكثر عمومية حيث أطلقوا عليها لقب "الوجه الحقيقي" لأوروبا والغرب، وصولاً لتشبيهها بمحاكم التفتيش، والفاشية، واتهامها بالعنصرية، أو أنها تمارس "العبودية بشكلها الديمقراطي". وكل هذه اتهامات أو أوصاف شديدة اللهجة بحق دائرة الخدمات الاجتماعية. 

من جانب آخر ربط بعض متابعي "أكتر" السوسيال بجهات استخباراتية سيئة السيط كالمخابرات السورية وفرع فلسطين. 

أما قلقة قليلة من المشاركين تحدثوا أن الاهتمام بالسوسيال يقع في مصاف "الترند" الإعلامي الذي يهدف لإشعال الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، في حين فضّل آخرون مشاركة مشاعرهم تجاه هذه المؤسسة وجاء في صدارة تلك المشاعر: الخوف، الشعور بالظلم، اشمئزاز، الوجع، الرعب. 

 رغم السوداوية والطابع الساخط والعنيف للتعليقات التي وصلتنا بحق السوسيال لم يخلو الأمر من بعض الكوميديا حيث وصفها أحدهم بـ "بعبع السويد". 

وبالتالي يمكن القول إن الجزء الأكبر من التعليقات حمل طابعاً سلبياً وربط هذه الجهة الحكومية بالفساد والهيمنة والرقابة ليصل الأمر أحياناً لتبني خطاب يقترب من نظريات المؤامرة على اعتبار أنها مؤسسة تستهدف الأسر العربية أو المسلمة. 

عن أي سوسيال تتحدثون؟ 

ضمن التعليقات التي وردتنا، يلحظ أن قلة قليلة من المشاركين أشاروا إلى أمر شديد الأهمية يتعلق بعمل السوسيال وحقيقة أن مهامها ضمن المجتمع السويدي لا تقتصر على الرقابة على الأطفال فقط. 

إذ كتب أحدهم تعليقاً يقول فيه: "لا بد من التوضيح عن أي قسم من السوسيال تتحدثون؟ القسم المالي المتعلق بالدعم المالي للعائلات أو قسم الرقابة على الأطفال أو حتى القسم المتعلق بحقوق الحيوانات؟ لأن السوسيال في الحقيقة عبارة عن دائرة تضم الكثير من الأقسام". وأضاف شخص آخر في سياق مشابه "السوسيال عدة دوائر حيث تتضمن أقساماً لمساعدة الساكنين الجدد الذين لم يتلقوا تعليماً أو لحماية الأطفال أو المطلقات أو لحماية المشردين". 

السوسيال ليست بهذا السوء!

ضمن مئات التعليقات التي وصلتنا، حملت نسبة قليلة فقط انطباعات إيجابية عن السوسيال، حيث ركز معظمها عن الشق المتعلق بالدعم والمعونات المادية. إذ أشارت بعض التعليقات إلى أن السوسيال هي الجهة المسؤولة عن تقديم مساعدات مالية والمساهمة بدفع الفواتير وتكاليف السكن والعلاج والأدوية. في حين أشارت بعض التعليقات الأخرى للجانب الآخر من عمل السوسيال المتعلق بحماية الأطفال من العنف الأسري، مساعدة الأهل على تربية الأطفال بصورة صحيحة. والاهتمام بالطفل وتحسين سلوكه والاهتمام بقواعد التربية والتنشئة الصحيحة.

من جهته، اختار أحد المشاركين وصف السوسيال بـ "محطة" تمر في حياة الشخص القادم حديثاً إلى السويد ليضيف بأن عليه بعدها أن يجتهد ويقف على أقدامه دون الاعتماد على المساعدة. فيما اختار أحد المشاركين اختصار الأمر والتعبير عن أفكاره باللهجة المصرية المحببة قائلاً: "لما اترفد من شغلي هيدوني فلوس". 

أسئلة لا بد منها

في ختام هذا الاستعراض السريع للآراء التي وصلتنا لا بد من التأكيد على أن أكتر لا تتبنى كلمات أو أوصاف دون أخرى لكنها وبدلاً من ذلك تشجع الناس على أن يطرحوا على أنفسهم بعض الأسئلة التي قد تعينهم في معرفة كيف تشكلت لديهم تلك الصورة السلبية عن السوسيال، ومن هذه الأسئلة: هل تعرضت أنت أو أحد أفراد عائلتك لمشكلة مباشرة مع دائرة الخدمات الاجتماعية؟ هل شهدت ظلماً اجتماعياً مارسته السوسيال ضد أحد جيرانك أو أقربائك أو أصدقائك؟ أم هل الانطباع الذي كونته عنها يرجع لمعلومات أو أخبار أو تعليقات قرأتها في الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي؟ والأهم من هذا كله لو كانت السوسيال حقاً منظمة ينخرها الفساد وتمارس انتهاكات بحق الأطفال وذويهم، ما الإجراءات القانونية والمدنية التي يستطيع الناس فعلها لتوحيد صفوفهم وإيصال صوتهم لتعديل مسار عمل السوسيال؟ 

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - دليل أكتر

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©