زكي حنوش من أصل لبناني جاء إلى السويد إلى نورشوبينغ منذ 43 عام عندما كان بسنّ 16 عام، ليحصل اليوم على لقب «أفضل شيف بيتزا في السويد»، وهي الفئة الأكثر أهمية في بطولات البيتزا السويدية التي أهلته للوصول إلى بطولة العالم نيابة عن السويد العام القادم في إيطاليا. من هو زكي حنوش؟
جاء زكي إلى السويد بسنّ 16 عام حيث كان شقيقه يملك مطعماً وجاء للعمل لمساعدته في المطعم. لكنّ زكي كان أسرع تعلماً من شقيقه وبدأ يحترف مهنة الشيف لحبّه لها.
آخر الأخبار
كيف تصبح ماهراً في البيتزا
لأنني شخص لا يعرف شيئاً عن الطبخ ومهاراته محدودة تسمح له بقلي بيضة فقط، سألتُ زكي: «كيف يصبح الشخص ماهراً في إعداد البيتزا؟ هل هي التجربة أم كان عليك أن تخضع لدورات تدريب؟».
أجابني زكي: «في بدء حياتي كشيف تمكنت من العمل وكان أخي يتكل عليّ بشكل كلي... لكن بعد ذلك تركت العمل كشيف وعملت عدداً من الأشغال الأخرى. في 2015 قررت العودة للعمل شيف بيتزا، وبدأت أدخل المسابقات وأتعلم وحدي وأجرّب».
ولأنني أحبّ أكلّ البيتزا، فلديّ معرفة بأنواعها المختلفة ولهذا سألتُ زكي: «هل تعتمد نوع بيتزا محدد – إيطالي أو أمريكي ...الخ – أم لديك البيتزا الخاصة بك؟».
شرح لي زكي بأنّه يعتمد في عمله بشكل أساسي على بيتزا الكباب والبيتزا الرائجة في السويد، ولكنّه يميل لأسلوب نابوليتان الإيطالي في صنع البيتزا ويحاول التوفيق بينها وبين الذوق السويدي العام وحصل على الجائزة بصنع بيتزا إيطالية.
تراتوريا غابرييل
اليوم ومنذ بداية العام افتتح زكي مطعماً جديداً سمّاه تراتوريا غابرييل تيمناً باسم ابنه الراحل غابرييل.
بعد حصول زكي على الجائزة بات اسمه معروفاً وبات يقدّم البيتزا على الطريقة الإيطالية – وهي التي يحبّ صنعها – أكثر. يقول زكي بأنّ الجائزة منحته إعلاناً ممتازاً لدرجة أنّ مطعمه الذي يحوي 50 كرسي يحتاج حجزاً سابقاً حتّى يتمكن الشخص من القدوم إليه.
يشعر زكي – بوصفه رائد أعمال وصاحب عمل – بالسعادة وبأنّه كان محظوظاً في توقيت افتتاح المحل والحصول على الجائزة، فهو يدرك بأنّ إشهار المطعم سيستغرق وقتاً أطول لولا حصوله على الجائزة التي كتبت عنه الصحف السويدية. يقول زكي معلقاً على الأمر: «هذا توفيق من الرب».
خلطات زكي
كان فضولي يدفعني لتخيّل أن يكون لدى زكي بيتزا خاصة وكيف سيكون شكلها، فسألته: «هل لديك خلطاتك الخاصة؟ هل ستحوي قائمة الطعام في مطعمك على "بيتزا زكي" كمثال». أجاب زكي بالإيجاب، ولكنّه قال بأنّ البيتزا الخاصة سيكون اسمها «بيتزا غابرييل سبيسيال».
حاول زكي أن يشرح لي سرّ البيتزا عموماً، وبيتزاه خاصة، فقال: العجينة والصوص هما الأهم، أمّا البقيّة فتحصيل حاصل: «بيتزا نابوليتان تحوي عجينة مالحة وقاسية إلى حدّ ما، ولهذا أغيّر قليلاً بحيث تناسب الذوق العام في السويد... حتّى أصحابي الإيطاليين وجدوا بأنّ تحسيناتي في البيتزا مذهلة».
يحمد زكي الله على ما يسمعه من زبائنه بأنّ البيتزا التي يصنعها هي أطيب بيتزا يأكلونها.
البيتزا الرابحة
في بطولة البيتزا التي أقيمت في 21 أيلول/سبتمبر الماضي، فاز زكي بجائزتين: «أفضل شيف بيتزا»، و«أفضل بيتزا حلوى». شرح زكي عن بيتزا الحلوى بما يجعل اللعاب يسيل، فقال بأنّه خلافاً للجميع أراد أن يصنع بيتزا دون نوتيلا، فاعتمد الشوكولا البيضاء، وجبنة غير مالحة، وأجاص (كمثرى)، وقليل من العسل، وعجينة فستق حلبي حلوة صنعها بيده.
كان زكي يريد في الحقيقة استخدام التين، ولكن الأجاص أكثر توفراً في السويد، ولهذا اعتمده. ولكن يقول بأنّه أثناء حصوله على التين الطازج سيصنعها بالتين. في وقت التحدث مع زكي كان لا يزال يجهز لإدخالها في قائمة مطعمه.
زكي سعيد في السويد
زكي يعيش منذ وصوله إلى السويد في نورشوبينغ، وهو سعيد فيها لسببين: يسكن بالقرب من أهله وأقرباءه، ولطفه مع الناس جعله يكسب ودهم فبات اسمه معروفاً ومحبوباً من الجميع.
أحلام زكي أكبر من مطعم واحد، وأكبر من جائزة بيتزا. فهو عضو في فريق «أكروبات البيتزا» الذي يشارك بأداء حركات بالعجين و«برم البيتزا» وغيره في مسابقات مختلفة. شارك زكي في برامج مواهب، كما أنّه مع فريقه المكون منه و9 إيطاليين أفضل أكروبات بيتزا في العالم.
ينصح زكي المهاجرين بألّا يملوا أثناء السعي وراء حلمهم، فيقول بأنّه حاول تعليم كثيرين أكروبات البيتزا لكنّهم يملون بعد فترة قصيرة ويستصعبونها. لهذا يشدد زكي على أنّ الحلم يحتاج وقت حتّى يتحقق، ويعطينا مثالاً بيتزا الكباب التي كان يعدّها في نورشوبينغ منذ 40 عام، والسويديون لم يكونوا يحبونها في البدء ولا يشترونها كثيراً، ثمّ بعد الاستمرار في التسويق لها والإصرار على أنّها ستغيّر مفهوم البيتزا، باتت اليوم هي البيتزا الأولى في السويد.
نتمنى التوفيق لزكي في بطولة العالم للبيتزا القادمة، وأن يحقق أحلامه الأخرى التي لخصها لنا: «العيلة قبل كل شي... ربّما بعد أن تتزوج ابنتاي سأسافر إلى إسبانيا أو مكان آخر لأفتح المزيد من المطاعم».