سيدة ثريّة تترك ثروتها للبستاني والمدبرة والسكرتاريا

خلف نجاح العلامة التجارية "Fisherman's Friend" العالمية، تقف رائدة أعمال لا مثيل لها، كانت قلباً نابضاً لمدينتها الساحلية، فليتوود في المملكة المتحدة. فهي التي قادت تحويل شركة محلية في لانكشاير إلى إمبراطورية تجارية عالمية. ولم تكتف بذلك فقط، فقد أظهرت تقديراً عميقاً لموظفيها، خاصةً في وصيتها. تسلط هذه المقالة الضوء على مسيرتها، من بداياتها البسيطة وحتى النجاح الهائل، مُبرزة إرثها الكبير ومساهماتها الجليلة في مجتمعها المحلي، وفقاً لموقع "dailymail".

دورين لوفتهاوس Doreen Lofthouse، رائدة الأعمال الخيرية التي ساهمت في توجيه العلامة التجارية البريطانية "Fisherman's Friend" لأقراص السعال نحو النجاح العالمي، حيث حولت 'دورين' العلامة التجارية "فيشرمانز فريند" من شركة محلية في مقاطعة لانكشاير Lancashire، شمال غرب إنكلترا، إلى قوة عالمية تُباع في أكثر من 120 دولة.

وفاة دورين لوفتهاوس ووصيتها الخيرية

توفيت السيدة دورين يوم الثلاثاء الموافق 30 مارس/ آذار من عام 2021، عن عمر يناهز 91 عاماً، حيث وُجد أن دورين قد خصصت في وصيتها أكثر من 300 ألف جنيه استرليني ليتم تقسيمها بين الخدم والسكرتيرات والجناين في منزلها، حسب ما أفادت صحيفة "ذا صن". كما تركت مجوهرات ثمينة لزوجة ابنها الباقي من أول زواج لها. وسيذهب باقي ثروتها المقدرة بـ 41 مليون جنيه استرليني إلى مؤسسة لوفتهاوس التي تقوم بتوفير الملايين من الجنيهات الاسترلينية في استثمارات خيرية في بلدة فليتوود، لانكشاير بالمملكة المتحدة.

قصة تصميم حلوى "Fisherman's Friend" المشهورة

كان تأثير دورين على العمل التجاري للعائلة كان ضخماً لدرجة أنه تم تصميم قياسات الحلوى المعطرة باليانسون استناداً إلى زر على فستان كانت ترتديه دورين في عام 1974.

رحلة دورين مع العلامة التجارية والنجاح الذي حققته

دورين، التي تركت المدرسة في سن الخامسة عشر دون أي مؤهلات، ساهمت في إطلاق علامة "فيشرمانز فريندز" نحو الشهرة العالمية، حيث تباع خمسة مليارات حلوى عالمياً كل عام بإيرادات سنوية تبلغ 55 مليون جنيه استرليني.

بعد أن وُلدت في بلدة فليتوود Fleetwood في عام 1930، عملت ككاتبة في صيدلية عائلة لوفتهاوس المحلية بالبلدة الساحلية، وكانت مشهورة ببيع العلاجات الطبية المصنوعة من السوس لصيادي الجرافات المحليين.

حياة دورين الشخصية

كانت دورين متزوجة في الأصل من آلان لوفتهاوس - الذي هو من سلالة المؤسس جيمس لوفتهاوس - والذي عمل في صيدلية العائلة، وكان لديهما ابن يُدعى دنكان.

وبعد أن طلقت آلان، تزوجت من توني لوفتهاوس - الذي كان ابن شقيق زوجها السابق آلان، وبالتالي كان حفيداً لآلان - وكان أصغر منها بـ 14 عاماً، وكان يعمل في الشركة في عام 1976، حتى توفي في عام 2018.

بداية تأسيس العلامة التجارية إلى العالمية

تم تقديم "فيشرمانز فريندز" لأول مرة إلى فليتوود من قبل الكيميائي جيمس لوفتهاوس في عام 1865 كعلاج لآلام الحلق لدى البحارة. 

وبراعة السيدة لوفتهاوس التجارية سمحت لها بإعادة استثمار الملايين في بلدتها الساحلية المحبوبة، مما أكسبها لقب "أم فليتوود"، حيث تم وصفها لاحقاً بأنها "رائدة حقيقية".

كان توني لوفتهاوس (زوجها الثاني) يعمل في المحلات الموسمية عندما ظهرت دورين في الصورة. ومع عمل الثنائي لأكثر من 100 ساعة في الأسبوع، ارتفعت المبيعات وتضاعفت الإنتاج على آلة الحلوى في الغرفة الخلفية لمتجر العائلة في شارع اللورد. حققت دورين نقطة تحول، حيث قنعت فرعاً من "بوتس" بالقرب من برمنغهام بتخزين "فيشرمانز فريند" وأديت جيداً لدرجة أن مقر "بوتس" اتصل بها.

في غضون بضع سنوات، استطاعت الشركة الانتقال إلى مستودع تم تحويله حديثاً قبل أن توسع أكثر بوحدة تبلغ مساحتها 20,000 قدم مربع في فليتوود في عام 1972.

وصول العلامة إلى الدول الإسكندنافية 

وبعد عام، وافقت شركة التوزيع ومقرها في المملكة المتحدة، إمبكس مانجمنت، على توفير الحلوى في سكاندينافيا. وبعد أن نفذت الأسهم بسرعة في النرويج، بدأت الطلبات في التراكم من أيسلندا وغرينلاند والسويد وغيرها.

بحلول منتصف التسعينات، أصبح "فيشرمانز فريند" أكبر تصدير بريطاني موسوم لألمانيا، التي كانت تستورد حوالي 100 مليون عبوة في السنة.

وقد حصلت دورين على وسام الإمبراطورية البريطانية "OBE" في عام 2008، وقد أرسلت في مرة حزمة من الحلوى إلى مارغريت ثاتشر بعد رؤيتها تسعل في العلن.

الأعمال الخيرية: مساهمات عائلة لوفتهاوس في المجتمع المحلي

لعائلتها أثر كبير على المنطقة المحلية، بدءاً من تجديد المستشفى المحلي بقيمة 1.6 مليون جنيه إسترليني، وصولاً إلى تمثال إيروس الذي بلغت تكلفته 750,000 جنيه إسترليني على الطريق الرئيسي المؤدي إلى فليتوود.

كما قامت مؤسسة لوفتهاوس بتمويل احتفالات الذكرى المئوية الـ 150 للبلدة، ورعت قارب الإنقاذ الجديد للبلدة وجددت عدداً من الأماكن العامة.