مجتمع

قصة احتيال ضحيتها رجل سوري عاطل عن العمل ولا يتقن السويدية

Aa

قصة احتيال ضحيتها رجل سوري عاطل عن العمل ولا يتقن السويدية

لم يدرك السيد قاسم وهو يوقع على العقد الذي يشتري فيه نصف شركة تنظيفات أنه يورّط نفسه في قضية احتيال من العيار الثقيل ستلوث اسمه وترتب عليه الكثير من الديون والقروض التي يتوجب دفع أقساطها للبنوك. وهي قروض بالطبع لم يطلبها ولم يستفد من أموالها، لكنه الآن مضطر لتسديدها إن لم يجد مخرجاً قانونياً يثبت فيه أن تورط في عملية نصب. 

كيف بدأت القصة؟ 

عمل السيد قاسم (59 عاماً) قبل قدومه إلى السويد سائقاً على خط (سوريا- الأردن) لكنه ومنذ وصوله إلى هنا عانى من صعوبة إيجاد عمل، حيث عمل لفترة مؤقتة في متجر عربي، ليعيش بعد ذلك هو وزوجته وابنته الصغيرة على المساعدات التي تقدمها مؤسسة التأمينات، وهو اليوم مقيم في مدينة "آنغرد" (يوتوبوري). حتى هذه اللحظة، يعتبر السيد قاسم نفسه "أميّاً" فيما يتعلق باللغة السويدية، وهو بالكاد يعرف بعض الكلمات البسيطة جداً، لكن جهله باللغة والقوانين سهّل وقوعه ضحية سهلة بيد المحتالين.

ذات يوم اقترح عليه أحد المعارف وصله بشخص قادر على إيجاد عمل له وكان ذلك في الشهر العاشر من عام 2021. وبعد اللقاء به، عرض عليه شاب في الثلاثين من عمره، فرصة تمنحه عقد عمل ثابت، ولكن طلب منه "خدمة بسيطة" لقاء ذلك. وتمثلت الخدمة في أن يقبل السيد قاسم شراء نصف شركة للتنظيفات ويسجلها بصورة نظامية باسمه. يقول السيد قاسم لـ "أكتر": "تصرّفت بتهور، وتعاملت بنية حسنة واعتبرت الشاب بمثابة ابني وصدقته حين أكد لي بأن هذه الخطوة لن ترتب عليّ تبعات من أي نوع". بعد ذلك، تصرّف الشاب وشريكه  في عملية الاحتيال بسرعة ودهاء؛ وضعوا أموالاً في حساب السيد قاسم كي يستطيع شراء الشركة شكلياً، ومن ثم قاموا بفتح حسابات باسمه في (سويد بنك) بعد تعذر فتحه في بنوك أخرى.

ملامح الخطة تكتمل

عند هذا الحد بدأت ملامح عملية الاحتيال تكتمل، ومرة أخرى استغل هؤلاء جهل السيد قاسم بالمعاملات والإجراءات البنكية، وقاموا بسرقة كلمة السر و الـ (Id bank) الخاص به وحفظها على حاسوبهم لينطلقوا بعد ذلك في خططهم. حيث بدأوا دون علم منه، بتقديم على قروض باسمه، بعد أن استرجعوا نصف الشركة التي سجلت باسمه، وأسسوا بريداً إلكترونياً وهمياً باسمه. 

يقول السيد قاسم لـ "أكتر": " في المرة الأولى التي وصل فيها 200 ألف كرون إلى حسابي ظننت أن أحد موظفي البنك ارتكب خطأ ما، خاصة أن المبلغ اختفى بعد ذلك بظرف دقائق". وتتالت العملية؛ أسسوا حسابات ببنوك أخرى وقاموا بنقل مبالغ وقروض من السيد قاسم إلى حساباتهم الشخصية، وحينما حاول الاستفهام من البنوك بمساعدة بعض أصدقاءه أخبروه بأنّه قام سابقاً بالتقديم على طلب للحصول على عدة قروض. وبالطبع نفى السيد قاسم تقدمه بطلب للحصول على أي قرض، وذهب إلى الشرطة وقدم بلاغاً بالأمر.

أحد البلاغات المقدمة للشرطة

 

المحتال يلعب دور صديق ومترجم

حتى هذه اللحظة كان السيد قاسم يعيش على مبلغ (11 ألف كرون) من مؤسسة التأمينات (فورشيكنغ كاسا)، في حين تقبض زوجته 4000 كرون. ويقول لـ "أكتر" بأنه لم يسبق أن وقع بمشكلات إدارية واقتصادية، حيث سكن سابقاً شقة في مدينة ماريا ستاد لمدة أربع سنوات. كما أنه يواظب على دفع فواتير في 24 من كل شهر. لكن كل ذلك تغيّر الآن ليجد في ذمته مبلغ (470) ألف كرون ينبغي سدادها كأقساط لقاء القروض المزعومة التي تم سحبها باسمه. وباستخدام (Id bank) قام المحتالون عبر بنك "كلارنا" بشراء هاتف آيفون برو ماكس، بقيمة (13700)، والآن كلارنا يطالب السيد قاسم بدفع الأقساط المترتبة على شراء الهاتف. 

في الوقت الذي تعاظم فيه قلق السيد قاسم بأن هناك أمور غير مطمئنة تحصل، ظلت شكوكه تتمحور حول الشابين لكنه كان يشكي ما يحصل لـشخص ثالث ليكتشف بعد ذلك أن هذا الشخص أيضاً جزء من عملية الاحتيال، رغم أنه كان يلعب دور صديقه ويحاول أن يدخل في "الصلحة" بينهم، ويتبرع في الذهاب معه إلى البنك كي يتولى عملية الترجمة!  وهكذا أدرك السيد قاسم متأخراً أن هؤلاء عبارة عن شبكة من المحتالين، وأنه كان مجرد ضحية سهلة.

مأزق كبير ومصير مجهول

وإلى تاريخ كتابة هذا المقال يقول السيد قاسم أنه تقدم بما يقارب 12 بلاغاً إلى الشرطة، وأنّه نجح بالفعل في إفشال عمليات سحب مبالغ أخرى. لكنه لا يعلم إلى الآن إن كانت تحقيقات الشرطة والخطوات التي تتخذها ستفضي إلى أي شيء يذكر خاصة وأنه ما زال إلى هذا اللحظة جاهلاً بالكثير من القوانين والإجراءات التي ينبغي اتخاذها في مثل هذه الحالة. ولكي يزيد الأمر سوءاً يؤكد السيد قاسم اليوم بأنه لم يوكل محامياً حتى اللحظة وأنه لا يملك ما يكفي من المال لسداد أتعاب المحامي. ولذلك فهو الآن يختار التوجه إلى الصحافة، ومنصة أكتر بصورة أكثر تحديداً، كي يرفع صوته ويشارك قصته، فهو بات وفق ما يقول: "لا يملك شيئاً كي يخسره". 


 

*تنويه: تمتلك منصة أكتر أدلة ووثائق تؤكد صحة المعلومات التي تمّ ذكرها في هذا المقال


 

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - مجتمع

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©