أظهرت أحدث تقارير الاتحاد السويدي (Unionen) أن الاقتصاد السويدي بدأ في التعافي وأنه يواصل إظهار قدرة كبيرة على التكيف في ظل الأوضاع العالمية غير المستقرة. التقرير يشير إلى بداية تحسن في سوق العمل وزيادة في الاستهلاك رغم أن حالة الأسر المالية وصلت إلى أدنى مستوياتها التاريخية. وقال توبياس برانيمو، كبير الاقتصاديين في الاتحاد السويدي: "من السهل المبالغة في التأثيرات السلبية للأزمة وبالتالي اتخاذ قرارات خاطئة إذا انساق المرء وراء الجو العام من التشاؤم. الاقتصاد يواصل عمله بشكل جيد حتى في الأوقات الصعبة، والشركات قادرة على التكيف مع التحديات". وتظهر استطلاعات الاتحاد السويدي أن هناك تحسنًا في الثقة المستقبلية في القطاع الخاص، رغم الاضطرابات الأخيرة المتعلقة بالرسوم الجمركية والحواجز التجارية. تشير النتائج إلى أن العديد من الشركات أصبحت أكثر تفاؤلاً بشأن المستقبل مقارنة بما كان عليه الوضع قبل ستة أشهر، على الرغم من التوقعات السلبية بشأن الطلب من الولايات المتحدة. وأضاف برانيمو: "بدأ الاقتصاد يتحسن في نهاية العام الماضي، وهو أمر ملموس في الشركات اليوم". وعلى الرغم من أن التأثيرات المباشرة للرسوم الجمركية على السويد يُتوقع أن تكون محدودة، إلا أن برانيمو حذر من أن الخطر الأكبر يكمن في التقلبات السياسية التي تميز أكبر اقتصاد في العالم. وقال: "البيئة السياسية الحالية تزيد من حالة عدم اليقين، مما قد يعرقل الاستثمارات وقد يؤدي في أسوأ الأحوال إلى أزمة اقتصادية أكبر". فيما يتعلق بالخطوات المستقبلية، شدد الاتحاد السويدي على ضرورة اتخاذ تدابير سياسية للتعامل مع الأزمات المستقبلية. من أبرز هذه التدابير، اقتراح تعديل نظام الدعم قصير الأمد للعمل (الذي تم تطبيقه خلال جائحة كورونا) ليكون أكثر شمولاً ومحايدًا من حيث المنافسة. وأشار برانيمو إلى أنه تم اقتراح تغييرات في عام 2023 لتحسين الاستعداد لمواجهة الأزمات المستقبلية، مشيرًا إلى أن الحكومة تمتلك جميع البيانات اللازمة لتنفيذ هذه التعديلات، لكن ما يتطلبه الأمر الآن هو الإرادة السياسية.