اقتصاد

"تسلا" تخسر استثمارات لشركات سويدية بسبب صراعها مع النقابات

Aa

تسلا

Foto: Jonas Ekströmer/TT

قررت عدة شركات تمويل سويدية التخلي عن استثماراتها في شركة السيارات تسلا بسبب الصراعات المستمرة مع النقابات، حيث تعتزم هذه الشركات تقديم طلبات للمطالبة بحصصها خلال الاجتماع العام القادم الذي سيُعقد في الربيع.

وفي حال لم تلتزم تسلا بحق الموظفين في التنظيم النقابي، قد تقرر صناديق شركة إدارة التقاعد، AMF، بيع أسهمها في تسلا بقيمة ملياري كرون سويدي، وذلك بالاشتراك مع مساهمين مؤسسين آخرين.  

وفي هذا الصدد، صرح رئيس إدارة الأصول في AMF، توماس فلودين، أن "الصراعات ليست جيدة بالنسبة لأرباح الشركة على المدى الطويل. فهذه هي الطريقة المستدامة لإدارة الأعمال، ويجب أن تستفيد تسلا من النموذج السويدي والتعاون الإيجابي مع النقابات".

من جهته، قال رئيس قسم الاستدامة في صندوق التقاعد، يوهان فلورين، إن "هذا الأمر يشكل مخاطر للمستثمرين الذين سيواجهون مشاكل مع السلطات ستؤثر في النهاية على قدرتهم على التوظيف".

يذكر أن AMF قامت، في مارس/ آذار 2023، بإرسال رسالة إلى إدارة تسلا تطالبها بعدم انتهاك قوانين العمل الأمريكية، إلا أنها لم تتلق رداّ عليها بعد.

في السياق ذاته، قرر الصندوق العام السابع للدولة، الذي يملك أسهماً في تسلا تقدر قيمتها بحوالي 9 مليار كرون سويدي، التخلي عن استثماراته فيها بسبب الصراعات المتصاعدة حول قوانين العمل والتنمر على الموظفين. 

الجدير بالذكر أن تسلا تملك نزاعات مماثلة في الولايات المتحدة، حيث تم مقاضاتها أكثر من 240 مرة منذ عام 2015، في قضايا تتعلق بالحق القانوني للموظفين في التنظيم النقابي.

ويذكر أن عمال تسلا في السويد كانوا قد عبّرا عن عدم رضاهم عن إدارة الشركة وأساليبها، وقدموا انتقاداتهم بخصوص السياسات والممارسات الداخلية فيها. الأمر الذي دفع نقابة العمال، IFMetall، لبدء إضراب للحصول على توقيع من تسلا على اتفاق جماعي يحمي حقوق العمال في الشركة. 

هذا ويشهد الإضراب حركات تضامنية من قبل الاتحادات والنقابات الأخرى في البلاد، مثل اتحاد النقل الذي قام بحظر تحميل وتفريغ سيارات تسلا في كافة الموانئ السويدية، في حين أعلنت نقابة موظفي الخدمة المدنية، ST، عن فرض حظر تسليم البريد إلى تسلا. 

من جهتهم، قام مدراء تسلا بمحاولة أخيرة لاستمالة العمال، حيث عرضوا فيديو ترويجي عن الشركة على الموظفين، مدته ساعة واحدة، يقدم مزاياها ويشرح كيف أن النقابات لا تستطيع دعم العمال بنفس الطريقة التي تستطيع تسلا دعمهم بها، إلا أن العمال لم يقتنعوا بذلك، وأشاروا إلى أن "إيلون ماسك لا يفهم السويد!" 

وفي ظل صراعها مع النقابات، اتخذت الشركة خطوات أثرت سلباً على موقفها في السويد، كان أحدها توظيف عمال ليحلوا محل العمال المضربين، وهو شيء نادر في السويد. ما دفع نقابات أخرى للتحرك، حيث رفض الكهربائيون العمل في مهام تتضمن مركبات تسلا، وتوقف عمال البريد عن تسليم لوحات تسلا للميكانيكيين، في حين توقف عمال الموانئ عن تفريغ المركبات التي تصل من تسلا عبر الميناء، كما توقف عمال النقل عن جمع النفايات من ورش تسلا، ما دفع ماسك لاستخدام منصات التواصل الاجتماعي والإعلان عن أفعالهم بأنها "مجنونة". 

يذكر أن نموذج العلاقات الصناعية السويدي يعتبر جيداً لمعظم العمال، حيث تمتلك النقابات سلطة كبيرة في التفاوض، إضافة إلى القوانين السويدية التي تمنحها صلاحيات لضبط الشركات. كما يمكن لعدة نقابات من مختلف الصناعات أن تتحالف معاً لمواجهة شركة واحدة، عن طريق مقاطعتها ورفض تسليم البضائع لها أو إصلاح معداتها.  

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - اقتصاد

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©