تقرير الأمم المتحدة : هدر ما يزيد عن مليار طن من المواد الغذائية في العالم سنوياً

في تقرير جديد عن حجم نفايات الطعام على المستوى العالمي، أفادت الأمم المتحدة أن نحو خمس المواد الغذائية في العالم، أي ما يعادل أكثر من مليار طن  يتم إهدارها سنوياً، ووفقاً لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، 19 بالمئة من المواد الغذائية أهدرت خلال عام 2022، وهو ما يعادل نحو 1.05 مليار طن من الطعام ومليار وجبة طعام صالحة للأكل يومياً.

كل شخص يهدر 79 كلغ من الطعام سنوياً 

إزاء الأرقام الكبيرة لهدر الطعام ، بيّن تقرير الأمم المتحدة أن الأسر هي الأكثر هدراً، حيث بلغت نسبة نفايات الأطعمة التي تهدرها 60 بالمئة من النفايات موزعة على جميع السكان في العالم، وهو ما يعني أن كل شخص يرمي في النفايات ما يعادل 79 كيلو غراماً من الطعام كل عام . 

وفيما يتعلق بالعائلات السويدية ، فوفقاً للأرقام الصادرة عن وكالة الغذاء السويدية ، يرمي الشخص الواحد في السويد حوالي 33 كيلو غراماً من الطعام الصالح للأكل سنوياً، وبالنسبة للعائلات المكونة من شخصين بالغين وطفلين يبلغ إجمالي هدر الطعام نحو 130 كيلو غراماً.

نسبة هدر الطعام بين الدول الغنية والفقيرة متقاربة

التقرير سلط الضوء على مفارقة مدهشة ، تخالف التوقعات، حيث ذكرت الأمم المتحدة أن النسبة بين هدر الطعام الناجم عن المنازل في البلدان الغنية والفقيرة متقاربة جداً ، وتعود أسباب هدر الطعام في  البلدان الأكثر دفئاً لصعوبة الحفاظ عليه طازجاً لفترة طويلة ، كما أن البلدان التي تتعرض لتقلبات مناخية قاسية مثل موجات الحرارة والجفاف تواجه صعوبات في تدابير الحفاظ على الطعام .

ويأتي هذا التقرير في إطار تسليط الضوء على أسباب مشكلة  التغير المناخي التي تعد أكبر تهديد صحي يواجه البشرية، ومن أحد أسبابها هو نفايات الطعام التي تولد ما بين 8 إلى 10 في المائة من انبعاثات ما يسمى بالـ " غازات الدفيئة" في العالم، التي تؤثر بشكل سلبي على المناخ، لذا يعتبر الحد من النفايات العالمية مساهمة مهمة في حل المشكلة المناخية، وتهدف الأمم المتحدة إلى خفضه إلى النصف بحلول عام 2030.

المجاعات .. مفارقة مأساوية 

المفارقة الصارخة في التقرير، تظهرها أرقام هدر الطعام مقابل 783 مليون شخص في العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي، حيث تواجه العديد من البلدان أزمات جوع متفاقمة، وقد وصف كليمنتين أوكونور أحد مؤلفي التقرير هذه المفارقة لوكالة أسوشيتد برس بـ "إنها مأساة ومشكلة غير منطقية" ،ولا يبدو أن العالم يمضي إلي وضع أفضل،  إذ أطلق الخبراء تحذيرات من مجاعات واسعة النطاق خلال الشهر المقبل، في ظل الحرب التي يشهدها قطاع غزة ، وحوادث العنف في هايتي.