منوعات
جزيرة "ماديرا" هاواي أوروبا الوجهة السياحية التي تغزو منصات التواصل الاجتماعي
Aa
Foto monikawl999
على مر السنين، اشتهرت جزيرة ماديرا البرتغالية بأنها وجهة مفضلة للسياح من الطبقة العمرية الأكبر، الأمر الذي أدى إلى تلقيبها بـ "غرفة انتظار الله". يعود هذا الإسم إلى السمات الجذابة للجزيرة، مناخها اللطيف، حدائقها الاستوائية، نبيذها الحلو وسحرها القديم الذي يجتمع ليجعلها محط أنظار السياح الباحثين عن عروض الرحلات المنظمة المميزة.
ومع ذلك، شهدت السنوات الأخيرة تحولاً في الصورة النمطية للجزيرة. فقد أخذت ماديرا تتخلى عن وضعها كوجهة هادئة للمتقاعدين، لتصبح مركزاً للزوار الأصغر سناً والأكثر ميلاً للمغامرة. يسهم في هذا التحول بشكل كبير صناع المحتوى والمؤثرين، الذين ينشئون مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، مُبرزين مناظر الجزيرة الدراماتيكية وشواطئها ذات الرمال السوداء، الأمر الذي يُحفز الشباب على اكتشاف "هاواي أوروبا" كما يحلو للبعض تسميتها.
![](https://cdn.aktarr.net/madeira_3561153_1280_15932214a7.jpg)
وتشهد العاصمة فونشال، وخاصةً البلدة القديمة في قلبها، إقبالاً متزايداً، حيث تقدم شقق "فونشال كوتيجز" الأنيقة تجربة إقامة تجمع بين الفخامة والاستقلالية، مع إطلالات خلابة على المحيط الأزرق العميق.
وتتميز ماديرا بحجمها الصغير الذي يسمح بالوصول إلى أي نقطة فيها خلال ساعة بالسيارة، ما يتيح للزوار استكشاف معالمها الطبيعية المتنوعة، من الشلالات الصاخبة والجبال المغطاة بالسحب والوديان العميقة التي تتساقط في البحر الهائج.
![](https://cdn.aktarr.net/nature_6777991_1280_37e79a0c44.jpg)
كما يستمتع الزوار بتجربة الثقافة البرتغالية الأصيلة في قرى مثل كامارا دي لوبوس، حيث تتجلى الحياة البسيطة في صورة رجال مسنين يلعبون الورق، وأطفال يغوصون بشجاعة من جدران الميناء، وصيادين يفرغون حمولتهم.
وتزخر الجزيرة بوفرة المنتجات المحلية الطازجة التي يمكن تذوقها في سوق "ميركادو دوس لافرادوريس" في وسط فونشال، حيث تُعرض الفواكه الملونة في سلال القش وتفيض الزهور من الدلاء. ومع ذلك، يُنصح الزوار بالحذر من الأسعار التي قد تكون مرتفعةً.
ولا تزال الجزيرة تحتفظ بتقاليدها القديمة، ومن ضمنها المطاعم التي تقدم وجبات محلية شهية مثل سمك الإسبادون المقدم مع الموز المقلي.
ومع تزايد شعبية ماديرا على منصات التواصل الاجتماعي، تستقطب الجزيرة الآن فئات أصغر سناً تسعى لتجربة جديدة وتوثيقها بصور فوتوغرافية جذابة لمشاركتها عبر الإنترنت. ولتلبية هذا الطلب، ظهرت بارات وفنادق جديدة تعكس الأجواء الشبابية والعصرية.
وبينما تتجدد الجزيرة وتظهر بحلة جديدة، لا تزال تحافظ على تراثها الغني بحدائقها الرائعة، كحديقة ماديرا النباتية وحدائق بالهيرو التي تعج بالورود والكاميليات. وفي النهاية، تُعد الشواطئ مثل شاطئ توكو وجهة مثالية لمن يسعى للاستمتاع بالسباحة وسط الطبيعة الخلابة.
يترك الزوار ماديرا وهم يحملون ذكريات تدعوهم للعودة مرة أخرى، ويتضح ذلك من خلال الاهتمام المتزايد بشراء العقارات والاستثمار في هذه الجوهرة البرتغالية التي تطفو وسط المحيط الأطلسي.