خاصية جديدة تُطلقها منصة تيك توك لحماية الأطفال من "المحتوى الموجه للكبار"

أعلنت منصة تيك توك عن توسيع خاصية أدوات التحكم المتعلقة بجمهورها، حيث وفّرت لصنّاع المحتوى إمكانية فرض قيود جديدة على المحتوى الخاص بهم، ليقتصر على البالغين فقط. تجدر الإشارة إلى أن هذه الخاصية كانت موجودة في "تيك توك لايف" فقط، إلا أن الاستحسان الذي تلقته، وتأكد مسؤولي المنصة من فائدتها، دفعهم لإضافة هذه الخاصية إلى مقاطع الفيديو القصيرة أيضاً. 

أهمية الخاصية الجديدة

أطلقت منصة تيك توك خاصيتها الجديدة في إطار خطة جعل محتوى المنصة أكثر توافقاً مع إرشادات المجتمع، إذ ترى المنصة أن هذه أفضل طريقة لمنع الأطفال من التعرض للمحتوى الموجه للكبار. هذا وقامت المنصة برفع منشور أعلنت فيه عن إزالتها لأي محتوى مُخالف لإرشادات المجتمع. 

في هذا الإطار، أعرب الصحفي المتخصص بالإعلام الرقمي، محمد علي السويسي، لإذاعة سكاي نيوز عربية، عن أهمية هذه الخاصية التي تُتيح لصُنّاع المحتوى التحكم بجمهورهم وتحديد الفئات التي يرغبون في توجيه محتواهم إليها. وأشار السويسي إلى أن الهدف هو منع الأطفال من التعرض لبعض المواضيع، التي عادةً ما تكون موجّهة للفئات العمرية الأكبر سناً، والتي تكون غير ملائمة لأعمارهم من حيث المفردات المُستخدمة أو حتى العرض. 

هذا ونوّه السويسي إلى أن هذه الخطوة لا تتعلق بإزالة المحتوى الإباحي من المنصة، إذ لا يُسمح بعرض هذا المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي كافة. مُضيفاً أن هذه الخطوة ستُقلل الضغط على المنصة، وستُتيح فرض رقابة غير مُباشرة على المحتوى فيها من خلال وضع هذه الخاصية في يد الصُنّاع. 

المزيد من المتابعين

يُجادل البعض في أن هذه الخاصية ستُحمّل صُنّاع المحتوى مسؤولية كبيرة وستضعهم أمام خيارين يتمثلان إما بحجب المحتوى، أو الحصول على المزيد من المتابعين. وفي هذا الصدد، قال السويسي إنه وفقاً للتصريحات الأخيرة، فإن المحتوى الموجّه للأفراد تحت الـ 18 عاماً، لن يكون ممولاً، وبالتالي لن يترتب عليه أي عائدات بالنسبة لصُنّاع المحتوى. الأمر الذي سيوجههم لصنع محتوى رابح عوضاً عن ذلك. 

هذا وأشار السويسي إلى أن هذه الخطوة تفرض مسؤولية رقابة ثلاثية تقع على عاتق كلّ من صُنّاع المحتوى في حجب المحتوى الغير مُلائم ليعض الفئات العمرية، والمنصة في تطوير خوارزمية تُتيح معرفة العمر الحقيقي للمستخدم، إضافةً لأولياء الأمور فيما يتعلق بمتابعة حسابات أبنائهم وتوجيههم للاستخدام المناسب لها. 

المُراقبة والمُحاسبة 

فيما يتعلق بمحاسبة مُتجاوزي هذه الخاصية من ناشري المحتوى، يقول السويسي إن وسائل التواصل الاجتماعي بكافة أنواعها لم تتوصل بعد لطريقة مُثلى في التعامل مع مثل هذه التجاوزات. مُشيراً على أن هذه الثغرة تُشكل عائقاً كبيراً، وتفرض تحدياً صعباً أمام المنصة، لا سيما في اتخاذها الإجراء المناسب وتقرير فيما إذا كانت ستفرض غرامة على مُرتكبي هذه التجاوزات من صانعي المحتوى، أو حجب محتواهم، أو إغلاق حساباتهم. كما نوّه إلى أن عدم وجود خطة محاسبة واضحة سيضع المنصة في موقفٍ حرج، وخاصة في طريقة محاسبة المُتجاوزين من نجومها، الذين يُعتبرون المُحرّك الأول لعائدات المنصة بدورهم.