غريدلاينرز.. من السويد جمعية "للمتحدثين بالعربية أينما كانوا"

أثناء لقائي كفرد في فريق "أكتر" مع أحد مؤسسي جمعيّة ومسابقة "غريدلاينرز Gridliners": المبتكر ورجل الأعمال المذهل وصاحب الجوائز المتعددة الذي يعيش في السويد محمد سلواية، تحدثنا عن جمعيّة غريدلاينرز Gridliners، وهي التي ولدت نتيجة حلمٍ بالتفوق والذهاب أبعد من الأعمال، لتصبح كما يقول محمد: «حجر دعم لجميع المصممين الناطقين باللغة العربية في العالم».
غريدلاينرز هي جمعية مختصّة بالتصميم والإبداع وموجهة كما يقول سلواية «لجميع المتحدثين بالعربية أينما كانوا» حول العالم، وهدفها يتمثل بدعم وتطوير وتمكين إبداع المصممين من خلال الإلهام والتواصل والتوجيه.
عندما تحدثت مع محمد، كان جزء من حديثه يدور حول الحلم، فهو يرى بأنّ عليه واجباً تجاه حلمه ألا يقتصر فقط على المال، بل أن يترك أثراً لدى الآخرين ويساعدهم في التطوّر.

ريان عبدالله ونقلة الأمام
كان محمد يحمل حلمه معه أثناء تطوّره وإنشاءه شركته وعالمه، ولكنّ حلمه بات قابلاً للتحقيق أكثر عندما تعرّف إلى المبدع الآخر شديد الشهرة المقيم في ألمانيا ريان عبد الله (المعروف بإعادة تصميم شعارات فولكس فاغن وبوغاتي والنسر الألماني)، وبات بإمكانه مع زميله وسيم قدورة المضي أبعد.
يقول بأنّ الرؤى والأفكار بينهما وبين الدكتور ريان قد تلاقت، فقرروا إنشاء جمعية غريدلاينرز لتكون: «نواة تجمع المصممين العرب في ظلّ غياب أيّ بوتقة تجمع المصممين العرب». ومن هذه الجمعية بات هناك جائزة سنوية انطلقت نسختها الأولى العام الماضي كي تكون بمثابة «احتفالية للمصممين العرب».
التحضير للحفل الختامي

عندما التقيتُ بمحمد، كان منهمكاً بالتحضير للحفل الختامي لمسابقة غريدلاينرز، وهو أحد المحكمين فيها أيضاً. وكما يقول: «هذا العام أصبحت المسابقة أفضل، والحفل الختامي ليس الأول فقط بالنسبة لغريدلاينرز، بل هو أيضاً الأول في العالم العربي».
بعد أن كانت النسخة الأولى من المسابقة رقميّة بسبب الوضع العالمي والقيود، سيُقام الحفل هذا العام في القاهرة في مصر في السادس من فبراير، وهي تشمل عدد من الفئات، تبدأ بالهويّة البصرية، ولا تنتهي بتصميم غلافٍ لمنتج. إنّ غريدلاينرز هي بحق تحاول أن تكون "قبلة" المصممين الناطقين بالعربية على مختلف أنواع أعمالهم.
أعمال الذين فازوا بالجوائز العام الماضي تثير الاهتمام بحق، ويمكنكم الاطلاع عليها من هنا.
مصممين عرب أقوى للعالمية..
لطالما سمعتُ عن مسابقات تصميم مرموقة متنوعة، ولكنني مُعجب بأنّ للمتحدثين بالعربية حول العالم جائزة خاصة بهم، والذي يعجبني أكثر هو أنّ من ساهم في تأسيس هذه الجائزة هو مهاجر تمكّن من تحقيق النجاح، وكان من دواعي سعادتي أنني قابلته.
إنّ هدف الجائزة بحدّ ذاته مثير للإعجاب: «...تشجيع المصممين ليس فقط على عرض أعمالهم والحصول على الشهرة والعملاء، وإنما التنافس أيضاً مع المصممين الآخرين وبالتالي رفع مستوى مهنة التصميم في العالم العربي وإظهار مدى تطور المصمم العربي».
كثيرة هي قصص النجاح التي حققها المهاجرون الناطقون بالعربية وكنتُ محظوظاً بلقاء معظمهم، وهم جميعاً على اختلاف قصصهم قادرون على عكس صورة أكثر من جميلة عن أنفسهم وعن الناطقين بالعربية عموماً. لكن أنّ تنجح بشكل شخصي، ثمّ تطوّر نجاحك لتصبح ملهماً لجميع الناطقين بالعربية في العالم، هو أمر يستحقّ «تعظيم سلام» كما يقول المصريون.