في رحلة طويلة ومرهقة، يأمل الباحثون بالتوصل قريباً إلى لقاحات فعالة تستهدف مكافحة السرطان بشكل مباشر. وفي هذا السياق، يُشير البروفيسور أوربان ليندال، أستاذ الوراثة وأمين مؤسسة Sjöberg السويدية، المعنية بالبحوث في مجال السرطان والصحة والبيئة، إلى أن التحدي الرئيسي يكمن في استهداف الجهاز المناعي بحيث يتعرف على الفروقات الدقيقة بين خلية السرطان وخلية سليمة، ليقوم بمهاجمة السرطانية.هذا ويُركز الباحثون في جهودهم على معرفة التحولات الجينية في الخلايا السرطانية والتنبؤ بتلك التي يمكن استهدافها. ونظراً لتمايز الأورام فيما بينها، فإن اللقاح يحتاج أن يتم تكييفه لكل مريض بشكل فردي، عبر تحليل الورم ومقارنته مع جهاز المناعة للمريض. في هذا الصدد، توضح كاثرين وو، أستاذة الطب في معهد السرطان، دانا-فاربر Dana-Farber الأمريكي، التي تعمل في مجال البحث عن اللقاحات المخصصة ضد السرطان، والحاصلة على جائزة Sjöberg للبحوث الطبية، أنه يتم إعطاء اللقاح للمريض بعد إصابته بالمرض، وذلك أنه يجب التعرف أولاً على التحولات الجينية الموجودة في ورم السرطان. وتتميز هذه الطريقة باستهداف الخلايا "التائية" نوعاً من البروتين على سطح خلية الورم السرطاني، يمنعها من مهاجمة الأنسجة السليمة.ورغم أن الدراسات السابقة، التي قامت بها فرق بحثية متعددة في جميع أنحاء العالم، أظهرت وعوداً في هذا المجال ، إلا أنها تمت على عدد قليل من المرضى المصابين بسرطان الرئة، وسرطان الجلد، وسرطان البنكرياس، وسرطان الدماغ. وتقول الباحثة كاثرين "لدينا الكثير من الإيمان بأن لدينا شيئا مهما يحدث"تجدر الإشارة إلى أن جائزة Sjöberg تعتبر واحدة من أهم الجوائز السويدية للبحوث الطبية، وتُمنح بالتعاون مع الأكاديمية الملكية السويدية ومؤسسة Sjöberg لباحث قدم مساهمة فعالة في مجال بحوث السرطان. وتأتي هذه الجائزة كجزء من الجهود المستمرة لتشجيع البحث والتطوير في هذا المجال.تأسست الجائزة بعد تبرع من رجل الأعمال Bengt Sjöberg ، الذي توفي بسبب السرطان في عام 2017 ، وهو العام نفسه الذي تم فيه منح الجائزة الأولى.