في الآونة الأخيرة، شهدت المطاعم العربية في السويد ظاهرة مثيرة للاهتمام؛ انتشار مشروب كوبا كولا، العلامة التجارية السويدية العريقة التي تعود جذورها إلى عام 1953.
هذا المشروب، الذي كان أول مشروب كولا يُباع في السويد، يعود اليوم ليحتل مكانة مميزة بين المستهلكين، وخاصةً في المجتمعات العربية، محققًا نجاحًا لافتًا يستحق الدراسة والتحليل.
كوبا كولا، بتصميمه الجديد ووصفته المحسنة، لم يعد مجرد مشروباً غازياً، بل أصبح رمزًا للتجديد والتحدي. في عام 2020، أعادت الشركة المالكة إطلاق العلامة التجارية بأمل كبير في استعادة مكانتها في السوق، ولكن ما لم يتوقعه أحد هو الدور الذي سيلعبه المشروب في الأحداث الجارية.
بعد أحداث سبعة أكتوبر والتوترات الناجمة عن الصراع بين إسرائيل وغزة، شهدت السويد حملة مقاطعة واسعة للمنتجات الغربية، وفي هذا السياق، وجد كوبا كولا طريقه إلى قلوب وعقول المستهلكين العرب، كبديل مفضل عن العلامات التجارية الأمريكية الكبرى مثل كوكاكولا وبيبسي.
المثير للإعجاب هو كيف استطاع هذا المشروب السويدي القديم أن يجد صدى لدى المجتمعات العربية في السويد، مستفيدًا من الظروف السياسية والاجتماعية ليصبح رمزًا للتضامن والهوية، ففي مقابلة أجرتها منصة أكتر لأخبار السويد مع السيد رشيد الذي يعمل في مطعم الإيوان الشامي في مدينة مالمو، بأن المشروب أصبح يلقى إقبالا لدى الزبائن بعد بدء حملة المقاطعة قبل عدة أشهر، وبأنهم وجدوا في المشروب الجديد بديلاً جيدا عن الببسي والكولا حتى أنه يعتبر الكوبا كولا من حيث الجودة ونسبة الغاز في المشروب أفضل بكثير من المنتجات الأخرى.
وتعود تسمية كوبا كولا إلى الخمسينات حيث يعتبر "كوبا" اسما عالمياً نظراً لاجتذاب دولة كوبا العديد من الأشخاص لزيارتها والتعرف عليها، ولا يوجد رابط بين كوبا كدولة والعلامة التجارية " كوباكولا".
تعود ملكية "كوبا كولا" إلى شركة Nordarom حتى عام 2020 حيث امتلكت شركة Spendrups العلامة التجارية وقامت بتطوير المنتج عبر استخدام وصفات جديدة، وأصناف متنوعة من المشروبات الغازية الخالية من السكر، كما أطلقت تصاميم متنوعة لشكل العبوات، وتعد شركة Spendrups من أكبر وأضخم شركات المشروبات في السويد وتملك ما يزيد عن عشرين علامة تجارية في عالم المشروبات، مثل مشروب المياه المعدنية " لوكا" وعصير التفاح الشهير briska