كشفت الشرطة السويدية، اليوم الجمعة، عن نتائج تحقيقها الكامل في حادثة إطلاق النار التي وقعت في مدرسة ريسبيرسكا في أوربرو في السويد مطلع فبراير/شباط الماضي، وأسفرت عن وفاة منفذ الهجوم ريكارد أندشون. وأوضحت الشرطة أن الدافع الرئيسي للجريمة لم يكن سياسيًا أو أيديولوجيًا، بل مرتبطًا بالحالة النفسية والاجتماعية الصعبة التي كان يعيشها أندشون. وقال قائد العملية الأمنية، هنريك دالستروم، إن التحقيق أظهر أن أندشون كان يعاني من حالة متزايدة من الإحباط واليأس نتيجة رفض طلباته المتكررة للحصول على دعم مالي حكومي، وافتقاره إلى مصدر دخل مستقر، ما قاده إلى التفكير في الانتحار، ومن ثم تنفيذ الهجوم. اقرأ أيضاً: لقطات حصرية تكشف لحظات الرعب داخل مدرسة أوربرو وأكد دالستروم أن أندشون لم يكن يحمل أي توجهات متطرفة، ولم يُعثر في التحقيق على ما يدل على ميوله العنصرية أو انتمائه إلى جماعات راديكالية، مشيرًا إلى أن دوافعه تمثلت في "الرغبة في إيذاء نفسه والتنفيس عن غضبه تجاه مجتمع لم يشعر فيه بالانتماء". وبحسب الشرطة، فقد بدأ أندشون في التحضير للجريمة خلال خريف عام 2024، إذ جمع معدات مثل ذخيرة وأسلحة وأدوات لتوليد الدخان، ونقلها إلى المدرسة حيث كان يحتفظ بها في إحدى دورات المياه. وأظهرت لقطات من كاميرات الشرطة لحظة تبادل إطلاق النار، حيث اضطر الضباط إلى التراجع بسبب افتقارهم إلى العتاد اللازم. كما أشارت التحقيقات إلى أن أندشون كان يستخدم حقيبة غيتار لإخفاء الأسلحة عند وصوله إلى المدرسة صباح يوم الحادث. وفي موقع الجريمة، عُثر على كتب دراسية ومواد يُشتبه بأنها تحتوي على بقايا أمفيتامين وكوكايين، كما أظهرت الأدلة أن أندشون عاش في عزلة اجتماعية وكان حريصًا على إخفاء تحركاته الرقمية، حيث لم يتم العثور على هاتفه المحمول، واكتُشفت أجهزته الإلكترونية بدون أقراص صلبة. وذكر دالستروم أن أندشون حصل على رخصة الصيد عام 2011 واقتنى ثلاثة أسلحة نارية، لكنه لم يستخدمها مطلقًا في أية تدريبات أو أنشطة صيد فعلية. وأكدت الشرطة أنها لم تجد ما يدل على ضلوع أي شخص آخر في التخطيط أو التنفيذ، كما تم إجراء مئات المقابلات والمصادرات، بالإضافة إلى التعاون مع الإنتربول. وقال نائب رئيس شرطة منطقة بيرغسلاجن، نيكلاس هالغرن، إنه لن تُعقد محاكمة بسبب وفاة المنفذ، مضيفًا أن قرار عرض تفاصيل التحقيق اليوم يهدف إلى إطلاع الرأي العام على الملابسات الكاملة للحادث. ويُذكر أن الشرطة تلقت أكثر من 100 اتصال استغاثة يوم الحادث، وتم العثور على أندشون ميتًا في أحد الفصول الدراسية عند الساعة 13:40. كما أشار التقرير إلى أن السلطات لا تزال تفتقد بعض المعلومات الحساسة نتيجة اختفاء هاتف أندشون وأقراصه الصلبة، مما يترك بعض الأسئلة بدون إجابات نهائية حول نشاطه الإلكتروني في الأيام التي سبقت الجريمة.