ما الذي يتوجب فعله في حال حدوث عنف أسري لدى الجيران؟

غالباً ما يحدث التعنيف الأسري خلف الجدران والأبواب المغلقة، وقد يكون الجار هو الشخص الوحيد الذي يسمع أو يرى شيئاً ما، واعتماداً على تصرفه، قد ينقذُ روحاً من الموت.

صحيفة Hem & Hyra، كتبت في تقرير لها، نصائح في آلية التصرف عند الشك بحدوث تعنيف أسري في منزل جارك، قدمتها نينا روغ، خبيرة الجرائم والمؤسسة المشاركة لجمعية Huskurage، والتي تعمل على منع العنف في العلاقات الأسرية. 

امرأة أنقذت جارتها من الموت

في الربيع الماضي، أنقذت امرأة في السويد جارتها من الموت، بعد أن سمعت صوت شجار وصراخ رجل يقول لشريكته "سأقتلك!".

عند وصول الشرطة الى باب السكن، اضطروا الى اقتحامه، وبمجرد دخولهم قال الرجل إن شريكته قد غادرت السكن لتوها، ما دفع الشرطة الى التفتيش عدّة مرات، وبعد نصف ساعة فقط عثروا على المرأة موضوعة في درج أسفل السرير مجروحة ومغمىً عليها. أثنت الشرطة على الجيران وأكدت أن تصرفهم ساهم بإنقاذ المرأة. 

إلّا أن تصرف الجيران هذا بالشكل السريع هو أمر نادر الحدوث. تقول الخبيرة نينا رونغ، إنه من الشائع جداً، أن يسمع الجيران ما يحدث وينتبهوا إليه، دون أن يحركوا ساكناً أو يقدموا بلاغاً. ويعود السبب الى اعتقادهم أن شخصاً آخر سيقوم بالابلاغ نيابة عنهم، وآخر سيتصرف ويتصل بالشرطة، أو ببساطة لايعرفون ماذا يفعلوا، وقد لا يشعرون بعدم الارتياح بالتصرف لأنهم لا يعرفون كيف ستتطور الأمور. 

تصرف بسيط قد يُحدث فرقاً كبيراً

أظهرت مراجعة صحيفة Hem & Hyra لجميع الأحكام التي تم فيها فرض عقوبات على الانتهاكات الجسيمة لسلام المرأة  في محاكم مقاطعة سكونة بين الأول من مايو/ أيار عام 2018 والأول من مايو/ أيار من هذا العام، أن الجيران لعبوا دوراً مهماً في  نصف الحالات إما بالطرق على الأبواب، أو الاتصال بالشرطة، أو فتح أبوابهم عندما طرقت المرأة التي تعرضت للإيذاء على أبوابهم لطلب الحماية.

تعتقد نينا رونغ أن تصرفاً صغيراً من أحد الجيران يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً بالنسبة لشخص آخر.

وتقول: "ربما يزعجك طرق باب الجيران أو سؤالهم عما يحدث، إلا أن الأمر قد لا يستغرق أكثر من بضع دقائق، يمكنك من خلالها إحداث فرق في حياة شخص آخر، وإذا فهمنا قدرتنا على إحداث فرق في مثل هذه الحالات، أعتقد أن المزيد من الأشخاص سيقدمون على ذلك".

إليك أهم النصائح التي يمكن أن تقدمها لجار يتعرض للعنف الأسري:

- إسأل: إذا كنت تشعر بالقلق تجاه  أحد الجيران، فيمكنك أن تمضي قدماً وتسأله "أتعلم، أنا قلق عليك، فأنا أسمع هذه الأصوات، أسمع صوت تحطيم أشياء وبكاء وشجار، و أريد فقط التحقق من أن كل شيء على ما يرام، وإذا لم يكن كذلك، فأنا هنا بجوارك ويمكنك الاتصال بي لمساعدتك. هذاهو رقم هاتفي، أو يمكنك أيضاً المجيء عندي وهذا عنواني".

- أطرق على الباب: ثم قل "سمعتُ هذا وأتساءل ما الذي يحدث؟ هل يمكنني فعل شيء؟". إذا لم يكن من الآمن أن تطرق بنفسك فحاول الحصول على مساعدة من جار آخر. في كثير من الحالات يعتبرُ الطرق على الباب سبباً في توقف العنف ويمكن أن ينقذ الأرواح. وفي بعض الحالات قد يستغرق وصول الشرطة وقتاً طويلاً. وفي الحالات هذه من المهم جداً الاستمرار في الطرق حتى تصل الشرطة الى المكان.  وفي الوقت نفسه، من المهم أن تحمي نفسك، فإذا كان من غير المريح البقاء، اخرج من هناك، وفي هذه الأثناء اتصل بالشرطة أيضاً.

- اتبع الأصوات: إذا كانت هناك حالة طارئة ولكنك لست متأكداً من مصدر الأصوات: تجول في المنزل وحدد مصدره، وإذا كنت تعرف في أي طابق يدور الخلاف، فسيكون الأمر أسهل بالنسبة للشرطة. 

- قدم بلاغ قلق: في الحالات التي تشعر فيها بالقلق من تعرض الأطفال للأذى، قم بالإبلاغ عن أية مخاوف إلى دائرة  الخدمات الاجتماعية (socialtjänsten) دون الكشف عن هويتك، ومن الممكن ذكر اسمك كي تتمكن الدائرة من الرد عليك بأسئلة، وتأخذ تقريرك بجدية أكبر. في الأول من يوليو/ تموز من هذا العام، دخل قانون جريمة سلام الأطفال حيز التنفيذ. وهذا يعني أن تعريض الأطفال لمشاهدة العنف الأسري يعتبر جريمة جنائية الآن.

- الأصوات التي عليك أن تكون متيقظاً لها: قد لا تسمع صوت صفعة يد على الخد إلا أنك قد تسمع بكاء أو أصواتاً عالية أو سقوط كرسي على الأرض مما يمنحك شعوراً بعدم الراحة، وعليه إتبّع حاستك السادسة. 

- إذا رأيت شيئاً – قل شيئاً: إذا رأيت شيئاً – قل شيئاً وتصرف وفقاً له. قل لجارك: "مرحباً، أسمع الكثير من الصراخ من داخل شقتك، هل هناك من يؤذيك؟ هل أنت غير آمن في المنزل؟ "إذا قلت ما تشعر به، يمكن أن تجعل الضحية تدرك أن شخصاً ما قد رأى وسمع شيئاً بالفعل، و يمكن أن تكون الخطوة الأولى في جعل الشخص يترك علاقته. فعندما يتعلق الأمر بالعنف في العلاقات الأسرية، نعتقد أننا بحاجة إلى معرفة الكثير عنه. هذا يعني أننا غالباً ما نقوم بالابلاغ بشكل متأخر، ولكن إذا اعتقدنا بدلاً من ذلك أنه يجب علينا إظهار الاهتمام لجيراننا، فيجب أن نتصرف قبل ذلك بكثير.