بعد طول انتظار: الشرطة والخدمات الاجتماعية في ستوكهولم يتحدثون "اللغة نفسها"!

في تطور إيجابي، انتقل العاملون الاجتماعيون في السويد مؤخراً إلى مقرات الشرطة لتعزيز التعاون بين السلطات. ففي بعض المناطق، كان هذا التعاون قائماً منذ سنوات، في حين أنه تطور جديد نسبياً في مناطق أخرى. وتشير تجربة منطقة يارفا Järva في العاصمة السويدية، ستوكهولم، الرائدة في هذا المجال، إلى نجاح هذا التعاون في تقليل حوادث إطلاق النار ومنع العنف. 

ووفقاً لسارة أندرسون Sarah Andersson، ضابطة الشرطة، فإن الشرطة والعاملين الاجتماعيين أصبحوا يتحدثون "نفس اللغة"، مما يدل على تحسن التواصل بينهم. كما أضافت ماجدالينا السيد Magdalena El-Sayed، عاملة اجتماعية في الشرطة بمنطقة يارفا، أن التعاون قد وفر فهماً أعمق للأشخاص الأكثر عرضة للوقوع في دائرة العنف.

وشددت السيد على أهمية العمل اليومي في هذا التعاون، حيث أصبح الآن من الممكن الحصول على الإجابات مباشرةً بسبب تواجدهم في نفس المكان.

فيما أكدت أندرسون أن هذا الوضع الجديد ساهم في تسريع الحصول على التقارير من الخدمات الاجتماعية، مما أدى إلى فهم أفضل للتشريعات والأدوات المتاحة لكل جهة.

ومنذ انتقال العاملين الاجتماعيين، أصبحت تقارير الشرطة أكثر تحديداً وتفصيلاً، مما أدى إلى تحسين فعالية التدخلات. ويُعد وجود تقييم مشترك للوضع يتعلق بالأفراد الأكثر تأثيراً في بيئة العصابات أمراً حيوياً.

وشبهت السيد هذا التعاون بتجميع قطع الأحجية، مؤكدة أن العمل المشترك في نفس المكان مع الشرطة أصبح أمراً ضرورياً للغاية.

مستقبل التعاون بين الشرطة والخدمات الاجتماعية بـ"يارفا"

ومع ذلك، أثار تبادل للخبرات نظمته إدارة الخدمات الاجتماعية تساؤلات حول استمرارية هذا التعاون، حيث عبّر يان يونسون Jan Jönsson، عضو المعارضة في مجلس البلدية، عن دهشته إزاء عدم وضوح استمرارية التعاون، مؤكداً أن المجلس البلدي قرر عن تكليف هذه المهمة في الميزانية لسنوات متتالية. وشدد على أنه لا يجب أن يكون هناك مجال للاختيار في هذا الأمر، وأنه يجب أن يكون خطاً أحمر في السياسات المنبثقة من دار البلدية. وطالب يونسون بأن تصبح هذه مسؤولية

من جانبه، يرى ألكسندر أوياني Alexander Ojanne، المسؤول عن الأمان، أن الوضع ليس غامضاً، مشيراً إلى أن التعاون يجب أن يصبح دائماً في كل مكان، رغم التحديات مثل نقص المساحات الفيزيائية في بعض مراكز الشرطة.

لكن في منطقة يارفا، لا يوجد شك في استمرارية الخدمة، حيث علقت ماجدالينا السيد بأنه إذا انتهى التعاون، فمن المحتمل أن يُفقد جميع الجوانب الإيجابية التي تم ذكرها، مشددة على الأهمية الكبيرة لهذا التعاون وضرورة استمراريته.

الطريقة التي يعمل بها هذا التعاون في منطقة يارفا 

الجدير بالذكر أنه يوجد تعاون فعّال بين الشرطة والعاملين الاجتماعيين في منطقة يارفا، حيث يتم توظيف ثلاثة من العاملين الاجتماعيين في مقر الشرطة لمدة ثلاثة أيام ونصف أسبوعياً وفقاً لجدول دوري. ويشارك هؤلاء العاملون عند الحاجة في الاستجوابات، ويحضرون أيضاً تدخلات الشرطة الميدانية.

ويقوم العاملون الاجتماعيون بكتابة تقارير خاصة وفقاً لقانون الأحداث، المعروف باسم (LuL)، ويعملون كذلك كمنسقين للمبادرة المعروفة بـ "مجموعة الاستطلاع الخاصة" (SIG). كما يشاركون في برنامج (Trefas) بالتعاون مع الخدمات الإصلاحية والإفراج المشروط، ويعقدون منتديات أسبوعية حول الأفراد، حيث يمكنهم طرح أسئلة بخصوص أشخاص محددين.

ضمن إطار (LPO Järva)، تم تعيين وظيفة تعاون خاصة في الشرطة لتسهيل هذا التعاون. هذه الوظيفة تتبع مجموعة شرطة الشباب وتقوم بعقد اجتماعات أسبوعية مع العاملين الاجتماعيين لتنسيق الجهود وتحسين العمل المشترك.

يُذكر أن انفجرت موجة من العنف عندما اقتحم مئات المتظاهرين مهرجاناً ثقافياً إريترياً في منطقة يارفا بستوكهولم، مما أدى إلى تصعيد التوترات وإثارة الاضطرابات خلال الحدث. هكذا، يبرز هذا التعاون كنموذج يُحتذى به في تحقيق التآزر بين الشرطة والعاملين الاجتماعيين لمواجهة تحديات العنف والجريمة في المدينة، وهو ما يُعد خطوة مهمة نحو تعزيز الأمان والاستقرار في اF